عاجل

حسام البقيعي: مقترح الوسطاء لا يتضمن تسليم سلاح حركة حماس |فيديو

عناصر حركة حماس
عناصر حركة حماس

في سياق التوترات المستمرة بشأن الحرب على غزة، خرج الدكتور حسام البقيعي، خبير العلاقات الدولية، بتصريحات مهمة تناول فيها تفاصيل المقترح المعدل المقدم إلى إسرائيل، وما أثارته بعض وسائل الإعلام العبرية بشأنه. 

وأوضح حسام البقيعي أن هذا المقترح لا يتضمن أي إشارة إلى تسليم سلاح حركة حماس، على عكس ما روجته وسائل إعلام إسرائيلية، مؤكدًا أن مصادر مصرية مطلعة نفت بشكل قاطع هذه المزاعم.

غياب بند تسليم السلاح

أشار حسام البقيعي، خلال مداخلة عبر قناة "إكسترا نيوز"، إلى أن أغلب بنود المقترح الجديد تتطابق مع ما سبق طرحه في جولات التفاوض الماضية، باستثناء اختلافات طفيفة تتعلق بأعداد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، مضيفًا أن الحديث عن إدخال بند تسليم السلاح لا يعدو كونه محاولة إسرائيلية لتحقيق مكسب دعائي على حساب الحقائق، فضلًا عن كونه وسيلة لتهيئة الرأي العام الداخلي وإظهار القيادة السياسية الإسرائيلية بمظهر المنتصر.

وأوضح حسام البقيعي أن المجتمع الإسرائيلي يمر بحالة ضغط شعبي وسياسي غير مسبوقة، حيث تشهد إسرائيل موجات من المظاهرات والإضرابات للمطالبة بوقف الحرب والتوصل إلى هدنة تتيح الإفراج عن الرهائن، فضًلا عن أن هذه التحركات لم تأتِ من فراغ، بل تعكس حالة الإحباط المتزايدة في الشارع الإسرائيلي نتيجة طول أمد العمليات العسكرية، والتكلفة البشرية والاقتصادية للحرب.

دور أمريكي ودولي فاعل

لفت حسام البقيعي الانتباه إلى أن الولايات المتحدة والقوى الدولية الكبرى تدفع في اتجاه التهدئة، في محاولة لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، موضحًا أن واشنطن تضغط بقوة على حكومة الاحتلال لإبداء مرونة في التعاطي مع المقترح، نظرًا لتداعيات المشهد الإقليمي والدولي، وما يحمله استمرار الحرب من مخاطر على الأمن والاستقرار.

ورأى حسام البقيعي أن أي قبول محتمل من جانب إسرائيل سيكون تكتيكيًا أكثر من كونه التزامًا بإنهاء الحرب فالمقترح، بحسب شرحه، يتحدث عن مفاوضات تمتد إلى نحو 60 يومًا دون أي ضمانات ملزمة، وهو ما يمنح إسرائيل فرصة لإعادة التموضع عسكريًا واستئناف العمليات عند انتهاء المدة، في حال لم تتحقق أهدافها السياسية والأمنية.

هدنة مؤقتة ومساحة إنسانية

في ختام مداخلته، شدد حسام البقيعي على أن أي هدنة محتملة يمكن أن تشكل بارقة أمل للفلسطينيين، إذ ستمنحهم فسحة زمنية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والتخفيف من المعاناة المتفاقمة للمدنيين تحت وطأة القصف والحصار. وأضاف أن البعد الإنساني يجب أن يكون حاضراً في صلب أي اتفاق، بعيدًا عن الحسابات السياسية الضيقة.

تكشف تصريحات الدكتور حسام البقيعي أن المشهد الحالي يتسم بتعقيد بالغ، فبينما تحاول إسرائيل استغلال المفاوضات لتحقيق مكاسب دعائية داخلية، تواصل الضغوط الشعبية والسياسية داخلها تقويض موقفها الرسمي، وفي المقابل، يشهد الجانب الفلسطيني أملًا محدودًا في هدنة تفتح الباب أمام إنقاذ المدنيين، بدعم من ضغوط دولية متصاعدة على حكومة الاحتلال.

الدكتور حسام البقيعي 
الدكتور حسام البقيعي 

مستقبل الاتفاق وفرص النجاح

يبقى التساؤل الأبرز: هل ستفضي هذه التحركات إلى اتفاق شامل أم مجرد هدنة مؤقتة؟ الإجابة، وفق قراءة البقيعي، تتوقف على مدى استعداد إسرائيل لتجاوز الحسابات التكتيكية والالتفات إلى الحلول الجوهرية، وعلى قدرة القوى الدولية في ممارسة ضغط فعّال لوقف نزيف الدم وإيجاد مخرج إنساني للأزمة.

تم نسخ الرابط