عاجل

حديث «الجنة تحت أقدام الأمهات».. معناه وصحته وحكم الاحتفال بعيد الأم

الجنة تحت أقدام الأمهات
الجنة تحت أقدام الأمهات

يكثر البحث عن معنى وصحة حديث «الجنة تحت أقدام الأمهات»، وحكم الاحتفال بعيد الأم، وفى السطور التالية يرصد موقع «نيوز رووم» ما جاء في شأن الحديث وهل يجوز الاستدلال به في مشروعية الاحتفال بعيد الأم؟

حديث «الجنة تحت أقدام الأمهات»

ذكرت دار الإفتاء في بيان حديث: «الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأمَّهَات»؛ ما رواه ابن عدي في "الكامل" من طريق موسى بن محمد المقدسي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأمَّهَات؛ مَن شِئن أَدْخَلْن، ومَنْ شِئن أَخْرَجْن». قال ابن عدي: موسى بن محمد المقدسي منكر الحديث.

كما ورد الشطر الأول من هذا الحديث: «الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأُمَّهَاتِ» من حديث أنس رضي الله عنه، برواية أبي بكر الشافعي في "الرباعيات"، وأبي الشيخ في "الفوائد"، والقضاعي، والدولابي، عن منصور بن المهاجر عن أبي النظر الأبار عن أنسٍ رضي الله عنه مرفوعًا به، ومن هذا الوجه رواه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"، وذكره السيوطي في "الجامع الصغير".

وقال الإمام المناوي في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير" : [قال ابن طاهر: منصور وأبو النظر لا يعرفان، والحديث منكر] اهـ.

وشددت: هذا الحديث وإن كان لفظه ضعيفًا إلا أنه ورد بمعناه حديثٌ آخر صحيح؛ رواه الإمام أحمد في "مسنده"، والنسائي -واللفظ له- وابن ماجه في "سننهما"، والطبراني في "المعجم الكبير" بإسناد حسن، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وأقره المنذري، من حديث معاوية بن جاهمة: أنه جَاءَ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ، وَقَدْ جِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ، فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ»؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَالْزَمْهَا؛ فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلِهَا».

وبينت أن المعنى أن التواضع للأمهات وإطاعتهن في خدمتهن وعدم مخالفتهن إلا فيما حظره الشرع سببٌ لدخول الجنة؛ قال الإمام المناوي في "فيض القدير" (3/ 361): [الأمهات يُلتمس رضاهن المبلغ إلى الجنة بالتواضع لهن، وإلقاء النفس تحت أقدامهن والتذلل لهن] اهـ.

صحة حديث «الجنة تحت أقدام الأمهات»

وأكدت أنَّ حديث «الجنة تحت أقدام الأمهات» وردت فيه رواياتٌ كثيرة؛ منها ما هو صحيحٌ، ومنها ما هو ضعيفٌ؛ فيقوي بعضُها بعضًا، وهو صريحٌ في الحض على بر الأم والتواضع لها.

جاء أيضا ما رواه ابن ماجه عن مُعاوية بن جاهمة السلمي، قال: "أتيتُ رسولَ اللَّهِ ﷺ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي كنتُ أردتُ الجهادَ معكَ أبتغي بذلِكَ وجهَ اللَّهِ والدارَ الآخرةَ، قالَ: ويحَكَ! أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قلتُ: نعم، قالَ: ارجع فبرَّها، ثمَّ أتَيتُهُ مِنَ الجانبِ الآخرِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي كنتُ أردتُ الجهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجهَ اللَّهِ والدارَ الآخرةَ، قالَ: ويحَكَ! أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قلتُ: نعم، قالَ: ارجع فبرَّها، ثمَّ أتَيتُهُ مِن قُدَّامِهِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي كنتُ أردتُ الجهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجهَ اللَّهِ والدارَ الآخرةَ، قالَ: ويحَكَ! الزَم رجلَها، فثمَّ الجنَّةُ."

حكم الاحتفال بـ عيد الأم

الاحتفال بعيد الأم أمرٌ جائز شرعًا لا مانع منه ولا حرج فيه - بحسب الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق-، حيث لا يوجد نص شريف يمنع ذلك، ومن يستشهد على عدم جواز ذلك بترك النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر فهذا ليس دليلًا على المنع؛ لأنه لم يرد نص ينهى عن ذلك، بل الترك هنا فيه دليل على الإباحة.

وشدد مفتي الجمهورية السابق، على أنه ليس كلُّ أمر مُحدَث في العبادات أو المعاملات منهيًّا عنه؛ بل الأمور المحدثة تعتريها الأحكامُ التكليفيةُ بحسب ما تدل عليه الأصول الشرعية، فما كان في حيز ونطاق خلاف ما أمر الله به ورسولُه صلى الله عليه وآله وسلم فهو في حيز الذم والإنكار، وما كان واقعًا تحت عموم ما ندب إليه وحض عليه اللَّه أو رسوله فهو في حيز المدح لأَن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد جعل له في ذلك ثوابًا، فقال: «مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا». وقال في ضدِّه: «مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا»، وذلك إِذا كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله.

تم نسخ الرابط