عاجل

تلاوة القرآن بالحذاء.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

القران
القران

قالت دار الإفتاء يجوز شرعًا تلاوة القرآن الكريم أثناء ارتداء الحذاء، ما دام القارئ متطهرًا وخاليًا من الموانع كالجنابة ونحوها. وقد جاء الأمر بقراءة القرآن مطلقًا، فلا يقيَّد إلا بما خصَّه الشرع بالمنع، ولم يرد نص يمنع القراءة في حال لبس الحذاء، غير أن التلاوة بغير الحذاء تُعد أكمل في الأدب مع كلام الله تعالى وأفضل متى تيسرت.

قراءة القرآن الكريم من أعظم القربات

تلاوة كتاب الله من أجلّ العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، فهي مناجاة بين العبد وخالقه، وهي أصل العلوم وأساسها. وقد ورد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أفضل العبادة قراءة القرآن» رواه أبو نعيم والديلمي.
وبيّن الإمام المناوي أن تلاوة القرآن أفضل من غيرها من الأذكار العامة؛ لأنها تجمع بين الذكر والتدبر وتحصيل العلم.

حكم قراءة القرآن أثناء ارتداء الحذاء

الأصل في الشرع أن الأمر بتلاوة القرآن جاء مطلقًا غير مقيّد بزمان أو مكان أو هيئة، إلا ما استثناه الدليل. فقد قال تعالى:
﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ﴾ [العنكبوت: 45]،
وقال: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل: 4].
كما حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ملازمة القرآن بقوله: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه» رواه مسلم.

هذه النصوص تدل على مشروعية قراءة القرآن في كل حال، إلا ما ورد استثناؤه بنص. وبناءً عليه، لا مانع من التلاوة حال لبس الحذاء، بشرط خلوه من نجاسة، التزامًا بالأدب مع كتاب الله.

الاستئناس بالصلاة في النعال

وقد جاء في السنة ما يدل على مشروعية الصلاة بالنعال إذا كانت طاهرة، فعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه ثم خلع نعليه لإخباره بوجود قذر فيهما، وأمرهم إذا دخلوا المسجد أن يتأكدوا من نظافة النعلين ثم يصلوا فيهما، رواه أبو داود وأحمد.
وبوّب الإمام البخاري بابًا خاصًا بالصلاة في النعال، ونقل النووي وغيره أن ذلك جائز ما لم يكن فيهما نجاسة، وأنه من باب الرخص لا الاستحباب.

وبما أن الصلاة تجمع بين قراءة القرآن وسائر الأذكار، فإذا جازت الصلاة بالنعال، كان جواز التلاوة بها في غير الصلاة أولى، خاصة في الأماكن العامة والطرقات ووسائل المواصلات.

أقوال الفقهاء


• قال الإمام مالك: لا بأس بالقراءة اليسيرة في الطريق.
• ورجّح النووي جوازها إذا لم يلهُ القارئ عنها.
• وقال ابن قدامة: لا بأس بقراءة القرآن في الطريق.

وبناءا على ذلك

قراءة القرآن الكريم مشروعة في كل حال، ولا حرج في التلاوة أثناء ارتداء الحذاء إذا كان طاهرًا، إذ الأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد دليل بالمنع. وإنما المطلوب من المسلم أن يلتزم الأدب مع كتاب الله تعالى ويحرص على تعظيمه في كل موضع.

تم نسخ الرابط