ضياء رشوان: جهود مصرية وقطرية لتوحيد موقف الفصائل الفلسطينية قبل التهدئة|فيديو

قال الكاتب الصحفي، والمحلل السياسي، الدكتور ضياء رشوان، إن القاهرة شهدت خلال الأسبوع الماضي سلسلة اجتماعات مكثفة جمعت الفصائل الفلسطينية بممثلين من الضفة الغربية وقطاع غزة، في إطار جهود الوساطة المصرية والقطرية لتعديل المقترح الأمريكي المقدم عبر المبعوث ويتكوف.
جهود الوساطة المصرية والقطرية
وأوضح ضياء رشوان، خلال لقاءه مع الدكتورة منة فاروق في برنامج «ستوديو إكسترا» على قناة «إكسترا نيوز»، أن هذه الاجتماعات تأتي في لحظة حرجة لضمان توافق فلسطيني واسع على أي مقترح للتهدئة.
وأشار ضياء رشوان إلى أن التعديلات التي أدخلها الوسيطان المصري والقطري تهدف لضمان قبول الفصائل كافة، خاصة أن إسرائيل كانت قد وافقت مسبقًا على المقترح بصيغته الأولى، مما وضعها في موقف حرج لا يسمح بالعودة إلى نقطة الصفر في المفاوضات.
الرد الفلسطيني إلى إسرائيل
وأكد ضياء رشوان أن مصر قامت بنقل الرد الفلسطيني الموحد إلى الجانب الإسرائيلي بعد اتفاق جميع الفصائل، بما في ذلك حركة «حماس»، على الصيغة المعدلة، فضًلا عن أن هذه الخطوة كانت حاسمة لمنع إسرائيل من استغلال فترة المفاوضات للضغط أو تمرير المزيد من التصعيد العسكري، كما حدث في مرات سابقة.
وأضاف رشوان أن رئيس المخابرات العامة المصرية عقد مساء أمس اجتماعًا مع قادة الفصائل الفلسطينية لإبلاغهم بنقل موقفهم الموحد، الذي أعلنته مصر رسميًا لاحقًا، مبينًا أن هذه التحركات تعكس جدية القاهرة في تحقيق التوافق الفلسطيني وإيصال رسالة واضحة إلى إسرائيل بشأن موقف الفصائل.
الكرة في ملعب إسرائيل
شدد ضياء رشوان على أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل، متسائلًا عن مدى قدرتها على رفض اتفاق سبق وأن وافقت عليه مسبقًا، معتبرًا أن التعديلات التي أُدخلت على المقترح ليست جوهرية، لكنها حظيت بموافقة فلسطينية شاملة، مما يجعل رفض إسرائيل للاتفاق خطوة صعبة على الصعيد السياسي والدبلوماسي.
وأكد ضياء رشوان أن نجاح جهود القاهرة ودوحة في التوصل إلى صيغة مقبولة يعكس دور الوساطة العربية في حماية التهدئة واستقرار الوضع في غزة، خاصة بعد أن شهدت الفترة الماضية تصعيدًا مستمرًا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
أهمية التوافق الفلسطيني
أكد ضياء رشوان أن التوافق الفلسطيني على الصيغة المعدلة يمثل عاملًا أساسيًا لضمان استمرار التهدئة وتثبيت الاتفاقات السابقة، لافتًا إلى أن أي انقسام فلسطيني قد يمنح إسرائيل الفرصة للضغط أو لفرض شروط إضافية، مشيرًا إلى أن الوسيطين المصري والقطري عملا على استيعاب مختلف وجهات النظر بين الفصائل لضمان اتفاق شامل وموحد.
وأضاف ضياء رشوان أن هذا التوافق يعكس وعي الفصائل الفلسطينية بخطورة أي تصعيد جديد، ويضمن أن تكون الخطوات القادمة مدروسة ومتسقة مع المصلحة الوطنية العليا، بما يعزز فرص نجاح أي تفاهمات مستقبلية حول القطاع.

التحدي الإسرائيلي والفرص العربية
ختم ضياء رشوان بالقول إن الاتفاق الفلسطيني الموحد والجهود المصرية القطرية تمثل اختبارًا لإسرائيل، متسائلًا عن مدى قدرتها على الالتزام بالتفاهمات التي سبق أن وافقت عليها، مشددًا على أن التعديلات ليست جوهرية لكنها تمنح الجانبين الفلسطيني والعربي مساحة للتأكيد على التهدئة، وأن نجاح هذه الخطوات يعكس الدور الإقليمي الفعال لمصر وقطر في إدارة الأزمات وتحقيق الاستقرار.
وشدد ضياء رشوان على أن المرحلة القادمة تعتمد على رد فعل إسرائيل وقدرتها على الموازنة بين الضغوط الداخلية والخارجية، مؤكداً أن التهدئة الراهنة جاءت نتيجة دبلوماسية عربية حذرة ومدروسة، تشكل نموذجًا لكيفية إدارة الأزمات الإقليمية عبر الحوار والتفاوض البناء.