ضياء رشوان: نتنياهو يسعى لتبرير موقفه أمام الداخل الإسرائيلي وسط ضغوط على حماس

قال الكاتب الصحفي، المحلل السياسي، الدكتور ضياء رشوان، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو يعمل على تبرير موقفه أمام الرأي العام الإسرائيلي، خصوصًا التيار اليميني المتشدد، في ظل المفاوضات الجارية مع الفصائل الفلسطينية.
الرأي العام الإسرائيلي
وأوضح ضياء رشوان خلال لقاءه مع الدكتورة منة فاروق في برنامج «ستوديو إكسترا» المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، أن وصول أخبار عن خضوع حركة «حماس» لضغوط كبيرة يمثل عنصراً أساسياً في استراتيجية نتنياهو لتصوير أي اتفاق مستقبلي على أنه ثمرة القوة العسكرية.
وأشار ضياء رشوان إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي وصف حالة الحركة الفلسطينية بأنها «مرعوبة» من استعدادات الجيش الإسرائيلي لاقتحام غزة، معتبرًا ذلك بمثابة مقدمات تمهّد لتأهيل الداخل الإسرائيلي لقبول أي صفقة مقبلة، فضًلا عن أن هذه الرسائل السياسية تهدف إلى تهدئة مخاوف الجمهور الإسرائيلي، خاصة في الأوساط اليمينية المتشددة، وضمان قبولهم لأي نتائج محتملة للتفاوض دون احتجاجات داخلية كبيرة.
الاتفاقيات الفلسطينية الإسرائيلية
وأكد ضياء رشوان أن نتنياهو لا يحتاج إلى الإعلان عن أسباب قبوله أو رفضه لأي مقترحات، لكنه يسعى لإقناع قاعدة مؤيديه السياسيين بأن ما تحقق جاء نتيجة استراتيجية «الضغط العسكري» التي تمارسها إسرائيل، مضيفًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول تصوير موافقة حركة «حماس» والفصائل الفلسطينية على المقترحات بأنها نتيجة حتمية لتطبيق سياسة القوة، لتثبيت نظريته بأن استخدام العنف والتهديد العسكري هو السبيل الوحيد لتحقيق المطالب الإسرائيلية.
وأوضح ضياء رشوان أن هذا التبرير الإعلامي والسياسي لا يقتصر على التخفيف من الانتقادات الداخلية، بل يمتد إلى خلق مناخ عام يسمح للحكومة الإسرائيلية بتمرير أي اتفاقات جزئية، خاصة أمام التيار اليميني المتطرف، دون مواجهة انقسامات داخل الائتلاف الحكومي، موضحًا أن هذه المناورة السياسية تجعل نتنياهو قادراً على إظهار القوة والقدرة على فرض الشروط في أي مفاوضات مستقبلية، بما يعزز صورته أمام مؤيديه.
تمهيد الصفقة الجزئية وتأثيرها
وأشار ضياء رشوان إلى أن تصريحات نتنياهو وكاتس تمهد لتمرير ما يعرف بـ«الصفقة الجزئية»، والتي قد تتضمن اتفاقات محدودة مع الفصائل الفلسطينية، دون أن تكون شاملة أو تلبي كل المطالب الدولية أو الفلسطينية، مبينًا أن الهدف من هذه الخطوة هو التخفيف من الضغوط الداخلية على الحكومة، وضمان استمرار تماسك الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، حيث أن أي اتفاق شامل قد يثير اعتراضات شديدة من اليمين المتطرف داخل البرلمان والمجتمع الإسرائيلي.
وأكد ضياء رشوان أن هذه الصفقة الجزئية، إذا ما تم تمريرها، ستتيح لإسرائيل مواصلة سياسة الضغط العسكري على الفصائل الفلسطينية عند الحاجة، مع تقديم صورة سياسية للرأي العام بأن أي تنازلات تم تحقيقها نتيجة لقوة الجيش، وليس نتيجة ضغوط دولية أو سياسية، معتبرًا أن نتنياهو يسعى من خلال هذه الاستراتيجية للحفاظ على توازن دقيق بين تحقيق مطالب مؤيديه وبين إدارة الضغوط الداخلية والخارجية، بما يعزز موقعه السياسي ويقلل من احتمالية أي انتقادات قد تهدد استقراره داخل الحكومة.

الضغوط على الداخل الإسرائيلي
واختتم ضياء رشوان تحليله بالإشارة إلى الدور الإعلامي الكبير في دعم استراتيجية نتنياهو، موضحًا أن الرسائل الموجهة للداخل الإسرائيلي تهدف إلى خلق انطباع بأن القوة والضغط العسكري هما الوسيلة الوحيدة لفرض الشروط، وأن أي نجاح في التفاوض ليس سوى ثمرة هذه الاستراتيجية، مشددًا على أن هذه المناورات السياسية والإعلامية تؤكد استمرار الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث يختلف الموقف بين التيار اليميني المتشدد والمعتدل، وهو ما يجعل أي قرار بشأن التفاوض أو وقف إطلاق النار خاضعًا لتوازن دقيق بين القوة والقبول الشعبي.