حماس توافق على الهدنة.. أحمد موسى يكشف سيناريوهات «نتنياهو» المحتملة للسلام

في تطور جديد على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية، أعلن الإعلامي أحمد موسى، خلال برنامجه "علي مسئوليتي " المذاع عبر قناة صدي البلد، أن حركة حماس وافقت على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما يفتح الباب أمام آمال كبيرة لتحقيق تهدئة محتملة بعد أيام من التصعيد العسكري، يأتي هذا الإعلان في ظل ترقب دولي وإقليمي واسع، وسط تساؤلات عن مدى جدية حكومة نتنياهو في الالتزام بالسلام واستجابة الأطراف الدولية للاتفاق.
تفاصيل الاتفاق الأولية بين حماس وإسرائيل
كشف أحمد موسى أن مقترح وقف إطلاق النار جاء بعد جهود دبلوماسية مكثفة، تضمنت وساطات مصرية وأممية، لضمان تقليل الخسائر الإنسانية وحماية المدنيين في غزة ، وأوضح أن الاتفاق الأولي يشمل وقفاً فورياً للأعمال العدائية مع استمرار المفاوضات حول الملفات الإنسانية والسياسية الأخرى.
وأشار موسى إلى أن حماس أبدت مرونة كبيرة في قبول المقترح، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل اختباراً حقيقياً لمدى جدية الطرف الإسرائيلي في الالتزام بالتهدئة على الأرض.
سيناريوهات نتنياهو المستقبلية
وتساءل موسى عن الدوافع الحقيقية وراء خطوة نتنياهو، مشيراً إلى وجود عدة سيناريوهات محتملة. السيناريو الأول يتمثل في رغبته في تحقيق تهدئة مؤقتة لتخفيف الضغوط الداخلية والدولية، بينما السيناريو الثاني يشير إلى إمكانية أن تكون خطوة سياسية لكسب الوقت قبل مواجهة داخلية أو انتخابات قادمة.
وأضاف موسى أن هناك احتمالاً ثالثاً يتمثل في سعي إسرائيل لتثبيت موقفها الدولي، عبر إظهار الالتزام بوقف إطلاق النار، لكن دون التنازل عن أهدافها الأمنية على المدى الطويل.
الضغوط الدولية والإقليمية
أكد أحمد موسى أن المجتمع الدولي لعب دوراً حاسماً في دفع الأطراف نحو التهدئة، من خلال بيانات أممية ودولية تضغط على الطرفين للحد من التصعيد ، وأضاف أن دولاً مثل مصر وقطر وتركيا كانت جزءاً من جهود الوساطة، مستغلة العلاقات الدبلوماسية مع كل طرف لضمان الوصول إلى اتفاق قابل للتنفيذ على الأرض.
وأشار موسى إلى أن هذه الضغوط تأتي في وقت حساس، حيث تزايد القلق الإنساني من تفاقم الأزمة في غزة، بما في ذلك نقص الغذاء والمياه والأدوية، مما يجعل أي تهدئة مؤقتة ضرورة إنسانية عاجلة.
التحديات أمام تنفيذ وقف إطلاق النار
رغم إعلان التوصل إلى الاتفاق، كشف موسى عن وجود عدة تحديات قد تعرقل التنفيذ، أبرزها استمرار وجود بعض الفصائل المسلحة غير الملتزمة بالتهدئة، وصعوبة مراقبة الالتزام بالوقف على الأرض ، وأضاف أن أي انتهاك من أي طرف قد يؤدي إلى عودة التصعيد بسرعة، وهو ما يضع ضغوطاً إضافية على الجهات الوسيطة لضمان الالتزام الكامل بالاتفاق.
وأكد أن وجود آليات دولية لمراقبة وقف النار، بالإضافة إلى قواعد بيانات دقيقة حول المناطق الأكثر تضرراً، يعد أمراً ضرورياً لضمان توزيع المساعدات الإنسانية دون عوائق.
أهمية الالتزام بالتهدئة
وأشار موسى إلى أن نجاح وقف إطلاق النار يعتمد على مدى التزام الطرفين، وعلى قدرة المجتمع الدولي على فرض رقابة مستمرة على تنفيذ الاتفاق ، وأوضح أن التهدئة تمثل فرصة حقيقية لإعطاء السكان المدنيين فرصة للتنفس والحد من الخسائر، إضافة إلى تمهيد الطريق لمفاوضات مستقبلية أكثر شمولاً.
وأضاف موسى أن أي تقاعس أو تجاهل للالتزام قد يؤدي إلى عودة التصعيد العسكري وتصاعد الأزمة الإنسانية، مما يضع العالم أمام تحد جديد على صعيد الأمن والاستقرار الإقليمي.
السيناريوهات القادمة للمنطقة
واختتم أحمد موسى تحليله بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة حاسمة، سواء استمرت التهدئة أو عاد التصعيد. وأوضح أن المراقبين الدوليين والإقليميين سيواصلون متابعة التطورات، مع توقع مزيد من الضغوط السياسية والدبلوماسية على كلا الطرفين لتحقيق حل طويل الأمد للأزمة الفلسطينية الإسرائيلية.
وأشار موسى إلى أن التوافق على وقف إطلاق النار يمثل فرصة للتقليل من الخسائر الإنسانية، لكنه ليس نهاية الطريق، مؤكداً أن الحل النهائي يتطلب توافقاً سياسياً شاملاً يراعي مصالح جميع الأطراف.