لماذا تصر إسرائيل على استهداف الصحفيين؟.. تقرير يكشف التفاصيل

منذ اللحظة الأولى للحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، وقف  الصحفيون على خط النار، مواجهين آلة الحرب الإسرائيلية بعدساتهم المفتوحة على الحقيقة، وبكلماتهم التي تحمل رسالة إلى العالم، حيث أوضح عدد من المراقبين أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين لم يكن مجرد صدفة، بل خطة ممنهجة تهدف إلى تحويل الكلمة إلى جريمة، وجعل حامل الكاميرا هدفًا مشروعًا، بحسب تقرير بثته قناة القاهرة الإخبارية.

 إحصائيات: الاحتلال أحكم قبضته على الصورة طوال أشهر الحرب

وأكدت إحصائيات أن الاحتلال أحكم قبضته على الصورة طوال أشهر الحرب، مستهدفًا أكثر من 230 صحفيًا، وهو رقم يزيد بثلاثة أضعاف عن عدد الصحفيين الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية، التي تصنف كواحدة من أكثر الحروب دموية في التاريخ، كما أشار محللون إلى أن هذا الاستهداف المحكم أغلَق أمام الصحافة الدولية أبواب غزة، تاركًا المشهد أسيرًا للرواية الإسرائيلية فقط.

 إسرائيل عزلت غزة عن العالم

ونوه التقرير إلى أن إسرائيل عزلت غزة عن العالم، مخفية جرائم الحرب خلف حجج أمنية واهية، حتى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال عرضه خطة عسكرية جديدة لاحتلال غزة، دعا الصحفيين الأجانب لدخول القطاع، في خطوة بدت كافتتاح إعلامي متأخر لتلميع الصورة الإسرائيلية.

وقال شهود عيان إن هذه الخطوة لم تدم طويلاً، ففي لحظة غدر خائنة قرب مجمع الشفاء، مزق الاحتلال بخبث خيمة صحفيين، مما أدى إلى إطفاء حياة نحو ستة شهداء وترك عشرات الجرحى في مشهد يُختزل فداحة الثمن الذي يدفعه من ينقل الحقيقة، وأضافوا أن هؤلاء الضحايا لم يكونوا في موقع اشتباه أو حاملين للسلاح على خط المواجهة، بل كانوا داخل خيامهم، كاشفين أن الاحتلال لا يخشى السلاح بقدر ما يخشى العدسة والقلم.

 الاحتلال أراد أن يمحو الحقيقة قبل أن تصل إلى العالم

وأكد الصحفيون أن الاحتلال أراد أن يمحو الحقيقة قبل أن تصل إلى العالم، في حرب ضد الذاكرة، وضد الرواية، وضد الإنسانية، وأوضحوا أن الرسالة الخفية التي يرسلها الاحتلال تحمل رغبته في محو أي حقيقة تخرج للعالم.

وأشار التقرير إلى أن بين حصار الأرض وحصار الكلمة، يبهت ضوء الصورة التي تفضح ظلام الاحتلال، لتبقى التساؤلات حائرة: كيف يمكن لحريّة الصحافة أن تحيا وسط احتلال ممنهج، تُقتل فيه الكلمة قبل أن تُنقل، وتُستهدف فيه الصورة قبل أن تُبث؟