ليس البائع فقط| ما معنى قوله تعالى: (ويل للمطففين)؟.. عالم أزهري يوضح
كشف الدكتور عطية لاشين الأستاذ بجامعة الأزهر عن معنى قوله تعالى: (ويل للمطففين)، لافتًا إلى أن الشائع فيها أنها البائع الذي يغش في الميزان ويعطي الناس أقل من حقوقهم، مستطردا: لكن هل هذا فقط معنى المطففين ؟!، وماذا تعني كلمة "مطفف"؟!
ما معنى قوله تعالى: (ويل للمطففين)؟
وقال لاشين إن التطفيف أحبائي مشتقة من الشيء الطفيف الذي لا يهتم به الناس لقلته يعني مثلا ينقص البائع خمسين جراما فقط من عدة كيلو جرامات (هو شئ بسيط وقليل لكن الله توعده بسورة خاصة في القرآن. قال المفسرون :إن ويل هو اسم للوادي الذي يسيل من صديد أهل جهنم ويوجد في أسفلها و العياذ بالله .. !!
وتابع: من هم «المطففون»؟، هم (الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون) يعني الذين يأخذون حقَّهم من الناس كاملاً وإذا حصل العكس ينقِصون أو يُبخسِون حق غيرهم!، موضحًا أن الآية لا تنطبق على البائعين فقط بل إن معناها أشمل وأعم بكثير.
وبين أن المطفف قد يكون: زوج يريد من زوجته أن تعطيه حقوقه كاملة ويجبرها أن تفعل المستحيل لإرضاء غروره وهو في المقابل يظلمها وبجرحها ويُنقِصها حقَّوقها، مدرس في نهاية كل شهر، يأخذ مرتَّبه كاملاً، وفي الوقت ذاته، يهمل الطلاب ولا يراعي ضميره في الشرح ولا يهتم إلا بأصحاب الدروس الخصوصية.
كما أن المطفف قد يكون: طبيب يأخذ حقه المادى والحوافز و يترك الفقراء فى المستشفى وقت الدوام ويذهب لعيادته الخاصه ليرعى ويهتم بمن يدفعون له، أو شخص يريد من كل أقاربه أن يهتمّوا به ويسألوا عنه وهو فى المقابل قاطع لرحمه.
ومن المطففين أيضا: مسئول التموين الذى يصرف الغث من البضائع للجمهور ويحتفظ بالجيد لمن له مصالح ومنافع معهم، أو الموظف الذى يعطل مصالح الناس ومقدراتهم ولا يأبه لهم وفى المقابل يوصل الحقوق لأصحاب الوسائط فى بيوتهم لمنافع تسدى له، وهو كل صاحب عمل يعطى الفرص والحوافز لأشخاص بعينهم ويحرم منها عموم العاملين لأغراض فى نفسه ..!!
وأشار إلى أن من المطففين: الكفيل الذى يأخذ من مكفوله أكثر من حقه ويبخسه راتبه أو يمنعه إياه، وأستاذ الجامعة والقاضى ومدير المؤسسة الذي يعين ابنه فى مجال عمله ويحرم منها من هو أكفأ منه.
وشدد على أن الآية تجعل كل ذى عقل يفكر، حيث إن معناها الجامع يشمل أدق جوانب حياتنا، فهل كلنا مراعي لضميره في عمله أو في حياته أو في علاقاته الاجتماعية أو حتى في علاقاته المادية؟، مختتمًا: «ويلٌ للمطفِّفين • الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون • وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون » ثلاث آيات فقط تجعلنا نمعن التفكر في حياتنا العلمية والعملية قليلًا.
