عاجل

دعم مادي شهري.. وكيل الأزهر: نقدم استراتيجية شاملة لدعم الطلاب الوافدين |خاص

الدكتور محمد الضويني
الدكتور محمد الضويني

تحظى فئة الطلاب الوافدين باهتمام واضح داخل الأزهر الشريف، فما ملامح رسالة الأزهر في تأهيلهم ودعمهم؟، سؤال توجهنا به إلى الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف.

الوافدون يحملون فكر الأزهر الوسطي المعتدل إلى شعوبهم ومجتمعاتهم

وقال «الضويني» في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»: الأزهر الشريف يُولي اهتمامًا بالغًا بالطلاب الوافدين، انطلاقًا من رسالته العالمية، ووعيه بدور هؤلاء الطلاب كـ سفراء للأزهر في بلدانهم، يحملون فكره الوسطي المعتدل إلى شعوبهم ومجتمعاتهم. 

وفي هذا الإطار، جاءت توجيهات فضيلة الإمام الأكبر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، واضحة وصريحة بضرورة تقديم الدعم الكامل للطلاب الوافدين، وتوفير كل سبل الراحة والرعاية، بما يليق بمكانة الأزهر وثقة أبناء العالم فيه.

 استراتيجية شاملة لرعاية الطلاب الوافدين

وتابع وكيل الأزهر: قد وضع الأزهر استراتيجية شاملة لرعاية الطلاب الوافدين، تبدأ بتقديم منح دراسية كاملة تشمل الإعفاء من المصروفات الدراسية، وتوفير السكن الجامعي والرعاية الصحية، إضافة إلى دعم مادي شهري، مع برامج مخصصة لطلاب دول إفريقيا وآسيا وأوروبا، لتسهيل التحاقهم بالأزهر ومساعدتهم على الاستقرار العلمي والاجتماعي. كما يوفر الأزهر برامج تأهيل علمي ولغوي متكاملة من خلال “معاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها”، إلى جانب برامج تمهيدية في الفقه، والعقيدة، والقرآن الكريم، والحديث الشريف، لتيسير اندماجهم في الدراسة بالكليات الشرعية واللغوية.

الرعاية الاجتماعية والدعوية والثقافية للوافدين

وشدد وكيل الأزهر الشريف: لا تقتصر جهود الأزهر على الجوانب العلمية فقط، بل تمتد إلى الرعاية الاجتماعية والدعوية والثقافية، من خلال متابعة شؤون الطلاب داخل السكن، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وتنظيم الندوات والأنشطة والمسابقات والرحلات التي تعزز من روح الانتماء للأزهر الشريف. كل هذه الجهود تُترجم رؤية الأزهر العريقة في إعداد طلاب وافدين مؤهلين علميًا وأخلاقيًا، ليكونوا سفراء لقيم الاعتدال والتعايش والتسامح في أوطانهم.

ماذا قدم الأزهر فيما يتعلق بتجديد الخطاب الديني؟ 

من جانبه، قال الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر إن قضية «تجديد الخطاب الديني» تمثل أولوية وطنية ودينية، وقد وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأنظار إليها منذ سنوات، إدراكًا لما لها من أثر مباشر على وعي الإنسان، وتماسك المجتمع، واستقرار الدولة.

وأكد وكيل الأزهر في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم:  «الأزهر الشريف، بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، كان في مقدمة المؤسسات التي تفاعلت بوعي ومسؤولية مع هذه الدعوة، انطلاقًا من رسالته التاريخية، وحرصه الدائم على أن يكون الخطاب الديني معبّرًا عن روح الإسلام السمحة، ومواكبًا لمتغيرات الواقع، دون تفريط في الثوابت. وهو ما ترجمته جهود الأزهر العملية في مختلف المسارات التعليمية والدعوية والتوعوية».

وتابع: قد خطا الأزهر خطوات جادة في هذا الملف، من خلال تطوير المناهج التعليمية، وإعادة تأهيل الأئمة والوعّاظ والدعاة، وتكثيف البرامج التدريبية لمواكبة تطورات العصر، إضافة إلى إطلاق العديد من المبادرات الفكرية والتوعوية التي تستهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة، وترسيخ ثقافة الحوار والعيش المشترك. ومع ذلك، فنحن نؤمن أن تجديد الخطاب الديني ليس محطة نهائية، بل عملية مستمرة تحتاج إلى تكامل الجهود بين المؤسسات، ووعي متجدد، وانفتاح رشيد على مستجدات الواقع، وسيظل الأزهر الشريف حريصًا على الاضطلاع بدوره الأصيل في هذا المسار، بما يحقق مصلحة الوطن ويُعزّز من وعي المجتمع واستقراره.

تم نسخ الرابط