مصدر: حماس توافق على خارطة طريق لوقف الحرب في غزة |فيديو

كشفت مصادر مصرية مطلعة لقناة القاهرة الإخبارية، أن حركة حماس أبدت موافقتها على المقترح الذي قدمه الوسطاء من مصر وقطر، في خطوة وُصفت بأنها اختراق جديد قد يمهد الطريق لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أشهر، وتأتي هذه التطورات بعد سلسلة من المشاورات المكثفة التي أجراها الوسطاء مع الأطراف المعنية خلال الفترة الماضية، وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف نزيف الدم وإنهاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
وأكدت المصادر أن المقترح يمثل أساسًا عمليًا لمسار سياسي وأمني جديد، يهدف إلى وضع حد للعمليات العسكرية وفتح الباب أمام اتفاق شامل يعالج كافة القضايا العالقة، وعلى رأسها ملف إعادة الإعمار وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم.
مسار نحو اتفاق شامل
بحسب ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية عن المصادر المصرية، فإن المقترح يضع خريطة طريق واضحة تؤسس لمرحلة أولى من التهدئة، تليها مفاوضات أكثر شمولًا بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي برعاية مصرية وقطرية، وبمشاركة أطراف دولية ويمثل هذا المسار خطوة جادة نحو إعادة بناء الثقة، خصوصًا بعد فشل جولات تفاوضية سابقة بسبب الخلافات على تفاصيل الترتيبات الأمنية والإنسانية.
ويرى مراقبون أن هذه المبادرة تحمل فرصًا واعدة إذا ما التزمت الأطراف بتطبيقها بحسن نية، خاصة أنها تراعي البعد الإنساني من خلال التركيز على فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات، إلى جانب تقليص حدة التصعيد العسكري بشكل ملموس.
وقف مؤقت لإطلاق النار
أحد البنود الرئيسية في المقترح – وفق المصادر – يتضمن وقفًا مؤقتًا للعمليات العسكرية لمدة 60 يومًا، ويهدف هذا الترتيب إلى إتاحة مساحة زمنية لتهيئة الأجواء للمفاوضات، وتخفيف معاناة المدنيين الذين يواجهون ظروفًا مأساوية جراء استمرار القصف ونقص المواد الأساسية.
وتشير التقديرات إلى أن وقف إطلاق النار المؤقت سيوفر فرصة ثمينة لإغاثة سكان القطاع عبر إدخال المساعدات الإنسانية بشكل منظم، كما أنه قد يُستخدم كبداية لتمديد الهدنة وصولًا إلى اتفاق دائم ينهي الحرب بشكل كامل.
إعادة تموضع القوات الإسرائيلية
من أبرز بنود المقترح كذلك، إعادة تموضع القوات الإسرائيلية بعيدًا عن مراكز الكثافة السكانية في غزة؛ وأكدت المصادر أن هذه الخطوة تستهدف فتح المجال أمام دخول المساعدات بشكل يلبي احتياجات القطاع العاجلة، فضلًا عن تقليص الاحتكاكات المباشرة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية خلال فترة الهدنة.
ويرى خبراء أن إعادة التموضع ستُسهم في خفض مستويات التوتر على الأرض، وتمنح المنظمات الإنسانية حرية حركة أكبر لإيصال الدعم إلى السكان، خاصة في المناطق التي كانت مغلقة أو محاصرة خلال الأشهر الماضية.
الدور المصري والقطري
لا يمكن إغفال الدور المحوري الذي تلعبه كل من مصر وقطر في إدارة هذا الملف المعقد. فالقاهرة، بحكم موقعها الجغرافي وصلتها التاريخية بالقضية الفلسطينية، تواصل جهودها المكثفة لتقريب وجهات النظر بين الفصائل المختلفة من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى. أما قطر، فقد وظفت علاقاتها مع حركة حماس لخلق قنوات اتصال فعالة تسهّل عملية التفاوض.
ويؤكد مراقبون أن هذا التنسيق المصري القطري يعكس رغبة حقيقية في تحقيق اختراق ملموس، خصوصًا أن استمرار الحرب يهدد الاستقرار الإقليمي برمته، ويضاعف من التوترات في منطقة الشرق الأوسط.

آفاق المرحلة المقبلة
مع الإعلان عن موافقة حماس على المقترح، تتركز الأنظار حاليًا على كيفية تعامل إسرائيل مع هذه المبادرة، ومدى استعدادها للانخراط في مسار تفاوضي جاد، ويرى محللون أن نجاح المبادرة مرهون بوجود إرادة سياسية حقيقية لدى جميع الأطراف، إلى جانب ضمانات دولية تكفل تنفيذ الالتزامات المتفق عليها.
وفي حال مضت الأمور في الاتجاه الصحيح، فإن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام اتفاق شامل ينهي الحرب، ويعيد الأمل لأهالي غزة ببدء مرحلة جديدة من إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار، بعد سنوات من الصراع والمعاناة الإنسانية.