دمياط تواصل الحملة القومية للتحصين ضد الحمى القلاعية لحماية الثروة الحيوانية

تشهد محافظة دمياط استمرار فعاليات الحملة القومية للتحصين ضد مرض الحمى القلاعية – العترة الجديدة SAT1، والتي انطلقت منذ ثلاثة أيام على مستوى الجمهورية، ضمن جهود الدولة للحفاظ على الثروة الحيوانية ودعم المربين في مواجهة الأمراض الوبائية التي تهدد مصادر الغذاء القومي.
وتأتي هذه الحملة تنفيذًا لتعليمات معالي وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتوجيهات الأستاذ الدكتور حامد الأقنص رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، حيث تُنفذ أعمالها ميدانيًا تحت إشراف الدكتور فتحي عبد العال مدير مديرية الطب البيطري بدمياط، والدكتور عماد حمدي مدير إدارة الطب الوقائي.
وفي نطاق الإدارة البيطرية بالزرقا، تجري عمليات التحصين برعاية الدكتورة وطنية السيد عبد مديرة الإدارة، والدكتور محمد صابر رئيس قسم الوقاية، وذلك عبر فرق ولجان متخصصة تجوب القرى والمراكز. ومن بين هذه اللجان لجنة ميت الخولي عبدالله بقيادة الدكتورة أسماء كامل، بالتعاون مع الكاتبة أنصاف محمد والمعاون محسوب إبراهيم، لضمان وصول التحصين إلى جميع المربين والمزارعين.
استجابة المربين
أكدت مديرية الطب البيطري بدمياط أن الحملة لاقت استجابة واسعة من قبل المربين الذين حرصوا على تحصين مواشيهم منذ اليوم الأول، إدراكًا منهم لخطورة مرض الحمى القلاعية وما يسببه من خسائر اقتصادية فادحة في حال تفشيه. وأوضحت أن الحملة تستهدف جميع أنواع الماشية من أبقار وجاموس وأغنام، حيث يتم منح اللقاح وفقًا لمعايير السلامة والوقاية المعتمدة.
وأشارت المديرية إلى أن الجرعة التي يتم منحها للماشية آمنة تمامًا وتوفر حماية فعالة، لكنها تستلزم جرعة تأكيدية بعد 21 يومًا لضمان أعلى معدلات التحصين وتحقيق مناعة قوية قادرة على مواجهة العترة الجديدة SAT1 التي ظهرت في بعض المحافظات خلال الأشهر الماضية.
جهود ميدانية مكثفة
وتحرص الفرق البيطرية المنتشرة على الوصول إلى المربين في مقارهم القروية والزراعية، خاصة في المناطق النائية التي يصعب وصول المواطنين منها إلى الوحدات البيطرية. كما توفر الحملة التحصينات بأسعار رمزية، لتخفيف الأعباء المالية عن المزارعين والمربين، وتشجيعهم على الإقبال على التطعيم.
وأكد المسؤولون أن الحملة تأتي ضمن خطة وقائية شاملة تنفذها وزارة الزراعة، تستهدف الحد من انتشار الأمراض الوبائية وتحقيق التنمية المستدامة للثروة الحيوانية، مشيرين إلى أن نجاح هذه الجهود يتطلب تعاونًا جادًا من جانب المواطنين، من خلال الالتزام بمواعيد التحصين وتقديم الماشية للجان البيطرية في الوقت المحدد.
أهمية الحملة
وشددت مديرية الطب البيطري على أن الحمى القلاعية تُعد من أخطر الأمراض الفيروسية التي تصيب الماشية، إذ تؤدي إلى تراجع إنتاج اللحوم والألبان، كما قد تسبب نفوق بعض الحيوانات في حال عدم السيطرة عليها، ما يترتب عليه خسائر اقتصادية كبيرة للمربين وللاقتصاد القومي ككل.
ولذلك، فإن التحصين الدوري يمثل خط الدفاع الأول لمواجهة هذا المرض وحماية الثروة الحيوانية التي تُعتبر ركيزة أساسية في منظومة الأمن الغذائي.
نداء للمربين
وناشدت مديرية الطب البيطري جميع المربين بضرورة التعاون مع اللجان البيطرية والإسراع في تحصين مواشيهم، مؤكدة أن أي تقاعس عن الاستجابة قد يفتح الباب لانتشار العدوى ويهدد القطيع بأكمله. كما دعت المربين إلى الاهتمام بالنظافة البيئية للحظائر، والتواصل الفوري مع الأطباء البيطريين عند ملاحظة أي أعراض غير طبيعية على الحيوانات.
واختتمت المديرية بيانها بالتأكيد على أن هذه الحملة ليست مجرد إجراء دوري، وإنما هي خطوة استراتيجية لحماية الثروة الحيوانية التي تمثل مصدر رزق آلاف الأسر الريفية، وأساسًا مهمًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم والألبان داخل مصر.

