مباحثات ثلاثية بالعلمين.. تعاون مصري- فلسطيني قطري لإيجاد حلول لأزمة غزة

ذكرت مصادر خاصة لـ"العربية" أن اجتماع الوسطاء سيُعقد الاثنين في مدينة العلمين ، بمشاركة رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لمناقشة تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية.
وكان قد التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء الأحد في مقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، نظيره الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى، حيث تم بحث آخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة واستعراض سبل دعم الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في غزة.
وحضر اللقاء من الجانب المصري كل من: الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والسفير إيهاب سليمان، سفير مصر في رام الله.
أما الجانب الفلسطيني فمثلّه: اللواء زياد هب الريح، وزير الداخلية، الدكتور ماجد أبو رمضان، وزير الصحة، الدكتور استيفان سلامة، وزير التخطيط، الدكتورة سماح حمد، وزيرة التنمية الاجتماعية والإغاثة، والسفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين في القاهرة.
موقف مصر الثابت في دعم القضية الفلسطينية
وأكد رئيس مجلس الوزراء دعم مصر الثابت والمستمر للقضية الفلسطينية حكومة وشعباً، لا سيما في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها غزة.
وشدد مدبولي على التزام مصر بتقديم كافة أشكال الدعم السياسي والإنساني للفلسطينيين، مؤكداً حقهم في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وجدد رئيس الوزراء المصري رفض القاهرة القاطع لأي مخطط يهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو فرض واقع جديد يؤدي إلى تصفية قضيتهم، كما أدان بشدة سياسات هدم المنازل والتوسع الاستيطاني.
وأشار إلى أن معبر رفح يعمل بشكل مستمر لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدًا استمرار التنسيق مع قطر والولايات المتحدة لاستئناف وقف إطلاق النار والسعي نحو تسوية دائمة، تتضمن تنظيم مؤتمر في القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار بعد توقف الحرب.
كما أعاد التأكيد على الموقف المصري الراسخ الذي يدعو إلى احترام الشرعية الدولية والحفاظ على وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سلطة واحدة تمثل الشعب الفلسطيني.
تطرق مدبولي إلى نتائج مؤتمر التسوية السلمية الذي انعقد في نيويورك بتاريخ 28 يوليو تحت رعاية السعودية وفرنسا، واصفاً المؤتمر بأنه خطوة مهمة على طريق إنقاذ حل الدولتين، داعياً إلى وضع سقف زمني واضح للاعتراف بالدولة الفلسطينية استناداً إلى مبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة.
رئيس وزراء فلسطين يشيد بالموقف المصري التاريخي في دعم القضية الفلسطينية
من جهته، أشاد رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى بالموقف المصري التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، موضحاً أن هذا الدعم الثابت كان أساسياً في مواجهة مخططات التهجير ومحاولات تصفية القضية، مؤكداً امتنان الأجيال الفلسطينية لهذا الدعم.
وشرح مصطفى أن الخطة العربية والإسلامية لإعادة الإعمار تعتمد على التنفيذ دون أي شكل من أشكال التهجير، داعياً إلى تجاهل الأصوات التي تنتقد الدور المصري، ومعرباً عن ثقته في قيادة مصر وحرصها على استعادة الحقوق الفلسطينية.
وأكد أن التحديات الراهنة تتطلب تعزيز التنسيق والتشاور مع مصر، لا سيما في ملف إعادة إعمار غزة، مشيراً إلى التواصل المستمر مع الدول المانحة لتمويل وتنفيذ مشاريع البناء.
بدوره، أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة عمق التعاون بين الجانبين، خاصة فيما يتعلق بالإعداد لمؤتمر التعافي المبكر، مشيراً إلى أهمية التنسيق مع الجهات المانحة الدولية، ومؤكداً على التمسك بمسار حل الدولتين كخيار استراتيجي لإنهاء النزاع.
واختتم الاجتماع بالتأكيد على مواصلة الجهود المشتركة لضمان نجاح المؤتمر المزمع عقده في القاهرة، وتكثيف التحركات الدبلوماسية لتحقيق السلام العادل واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.