رئيس أركان الاحتلال يُقر خطة احتلال كامل غزة ضمن المرحلة القادمة

أعلنت مصادر عبرية أن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، وافق رسميًا على خطة عسكرية جديدة تهدف إلى احتلال مدينة غزة، ضمن المرحلة المقبلة من العملية العسكرية الجارية في القطاع تحت مسمى "عربات جدعون".
جاءت تصريحات زامير خلال جولة ميدانية قام بها صباح الأحد برفقة كبار ضباط المنطقة الجنوبية، حيث كشف أن الخطوة القادمة تركز على "اجتياح مركز مدينة غزة"، بزعم القضاء الكامل على بنية حركة حماس، مشيرًا إلى أن العملية تندرج ضمن خطة إسرائيلية أشمل تهدف إلى تفكيك محور المقاومة في المنطقة، وعلى رأسه إيران.
وأضاف زامير: "نواصل العمليات النوعية في عمق الجبهات، من إيران إلى اليمن ولبنان، مرورًا بالضفة الغربية وقطاع غزة، ولن نتوقف حتى نعيد صياغة الواقع الأمني بالكامل، ومعركتنا الآن تتمركز حول مدينة غزة تحديدًا".
مصر تحذر بشدة من أي مخطط لتهجير سكان غزة
بالتوازي مع هذه التصريحات، عبّرت مصر عن رفضها القاطع لمناقشة أو طرح أي خطة تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى أراضي دول أخرى، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ومحاولة مرفوضة لتصفية القضية الفلسطينية.
وفي بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية والهجرة، أكدت القاهرة أن التهجير القسري أو الطوعي تحت الضغط، سواء من غزة أو الضفة الغربية، يُعد جريمة تطهير عرقي لا يمكن تبريرها أو السكوت عنها، مشددًا على أن مصر لن تسمح بأن تكون طرفًا في جريمة كهذه تفتقر إلى أي أساس قانوني أو أخلاقي".
وأكدت مصر إلى أنها تواصلت مع بعض الدول التي وردت أسماؤها في تقارير إعلامية على أنها وجهات محتملة لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين، وأكدت تلك الدول بدورها رفضها الكامل لهذا السيناريو.
وحذرت مصر من العواقب السياسية والقانونية الخطيرة لأي جهة قد تتورط في هذا المشروع، مشيرة إلى أنه يشكل خرقًا لاتفاقيات جنيف الأربع، ويمثل انتهاكًا مباشرًا للقانون الدولي الإنساني.
ودعت الخارجية المصرية المجتمع الدولي، والمنظمات المعنية، والدول المحبة للسلام، إلى رفض أي مسعى لترحيل الفلسطينيين من أراضيهم، والتصدي لمحاولات إسرائيل فرض واقع ديموغرافي جديد بالقوة.
د. تمارا حداد: حماس تتحمل المسؤولية السياسية لما يجري في غزة
في سياق متصل، حمّلت الباحثة السياسية الفلسطينية الدكتورة تمارا حداد، حركة حماس المسؤولية الأولى عما آل إليه الوضع في قطاع غزة، معتبرة أن أحداث السابع من أكتوبر منحت رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الذريعة الكاملة للمضي في خطته الرامية إلى تهجير السكان واحتلال القطاع.
وفي تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، قالت الدكتورة تمارا حداد إن "نتنياهو استفاد من تداعيات 7 أكتوبر لتحصين موقفه داخليًا ودوليًا، ولولا تلك العملية، لما امتلك هذه الشرعية للقيام بما يقوم به حاليًا في غزة".
وأضافت حداد أن نتنياهو يرى في استمرار العمليات العسكرية وسيلة لـ'حسم المعركة' عبر السيطرة الكاملة على القطاع، وتهجير أكبر عدد من سكانه"، مشيرة إلى أن ما يحدث هو جزء من رؤية استراتيجية أعدتها إسرائيل سلفًا، تتضمن إعادة هيكلة غزة لتصبح منطقة "صناعية وتجارية وسياحية"، تختلف جذريًا عن وضعها الحالي.
وأكدت أن ما يحدث الآن ما هو إلا نتيجة لأخطاء سياسية فادحة ارتكبتها حركة حماس، وأدت إلى تداعيات كارثية على سكان القطاع.