محلل فلسطيني: البيان المصري يحمل رسائل أخلاقية رادعة لمواجهة التهجير |خاص

أكد الدكتور سعيد محمد أبو رحمة، المحلل السياسي الفلسطيني من غزة، أن بيان وزارة الخارجية المصرية الأخير مثّل موقفًا حاسمًا وواضحًا في مواجهة أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، معتبرًا أن هذا البيان يضع النقاط على الحروف ويعكس ثبات الموقف المصري في رفض هذه المخططات التي تشكل خطرًا وجوديًا على القضية الفلسطينية والأمن الإقليمي العربي.
وقال سعيد أبو رحمة في تصريح خاص لموقع نيوز رووم ، إن تصاعد الخطاب الإسرائيلي حول ما يسمى بـ"الحلول البديلة لغزة" يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، مشيرًا إلى أن تحذير القاهرة يحمل رسائل سياسية وأخلاقية رادعة، ويستند إلى قواعد القانون الدولي الإنساني، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف، التي تجرّم عمليات التهجير القسري وتصنفها كجريمة تطهير عرقي ترقى إلى جريمة حرب.
أبو رحمة: ما يميز البيان المصري هو تحذيره الضمني لبعض الدول لاستقبال الفلسطينيين
وأضاف أبو رحمة أن ما يميز البيان المصري هو تحذيره الضمني لبعض الدول التي تم تداول أسمائها كوجهات محتملة لاستقبال الفلسطينيين، حيث حذرت القاهرة من أن أي مشاركة في هذا المخطط ستتحمل تبعات قانونية وتاريخية، مؤكدًا أن مصر لا تكتفي برفض التهجير سياسيًا، بل تسعى إلى تحشيد جبهة دولية ترفض هذا المشروع الخطير.
وأوضح أن الموقف المصري ينبع من رؤية استراتيجية عميقة، لا تقتصر على التضامن مع الشعب الفلسطيني، بل تتجاوز ذلك إلى حماية الأمن القومي المصري، خاصة في ظل الحديث المتكرر عن سيناء كوجهة بديلة للفلسطينيين، مشددًا على أن أي تهجير إلى سيناء هو تفجير طويل الأمد للأمن الإقليمي، وإعادة إنتاج لأزمات اللجوء والعنف والفراغ السياسي".
وتابع أبو رحمة: "سيناء ليست جزءًا من أي صفقة، وهي أرض مصرية ذات سيادة، ولا يمكن أن تكون بديلًا عن أرض فلسطين، وهو ما عبّرت عنه القاهرة بكل وضوح وصرامة، في مواجهة تقارير وتسريبات عن ضغوط تُمارس على دول عربية للقبول بهذا السيناريو الخطير".
وأشار إلى أن البيان المصري تضمن رسائل مباشرة لإسرائيل، بأن سيناريو فصل غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية أو محاولة فرض واقع ديموغرافي جديد، لن يمر بسهولة ولن يكون بلا ثمن، مستشهدًا بتحذير سابق للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وصف تهجير الفلسطينيين إلى سيناء بأنه "خط أحمر".
أبو رحمة: الموقف المصري يمثّل درعًا أساسيًا في حماية القضية الفلسطينية
وتابع أبو رحمة تصريحه بالتأكيد على أن الموقف المصري يمثّل درعًا أساسيًا في حماية القضية الفلسطينية من مخططات التصفية السكانية، مشيرًا إلى أن الصوت المصري اليوم هو صوت الشرعية والعدالة، ويعبّر عن الضمير العربي الحي".
ودعا إلى توسيع جبهة الرفض العربي والدولي لهذا المشروع، مؤكدًا أن إفشال مخطط التهجير ليس مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل واجب مشترك تتقاسم مسؤوليته الشعوب والأنظمة والمنظمات الحقوقية عبر العالم.