مصر تجدد رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين.. أستاذ علوم سياسية يشرح أبعاد الموقف

أوضح الدكتور إسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر جددت رفضها القاطع لموضوع تهجير الفلسطينيين، سواء كان ذلك قسريًا أو طوعيًا، مؤقتًا أو دائمًا، مشيرًا إلى أن هذا الموقف ليس جديدًا، بل هو موقف ثابت عبرت عنه الدولة المصرية منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
استقبال لاجئين فلسطينيين من غزة
وقال تركي، في تصريحات عبر قناة القاهرة الإخبارية، إن المستجد في هذه المرحلة هو محاولة إسرائيل الترويج لرواية زائفة تدّعي من خلالها أنها أجرت مشاورات مع عدد من الدول لاستقبال لاجئين فلسطينيين من غزة، في ظل استمرار الحصار والمجاعة التي تفرضها على القطاع، مؤكدا أن مصر ترى بوضوح أن هذه رواية كاذبة تهدف إلى شرعنة التهجير القسري عبر استغلال الأوضاع الإنسانية الصعبة.
وأشار إلى أن أسماء دول مثل جنوب السودان، شرق وغرب ليبيا، إندونيسيا، قبرص، واليونان، تم الزج بها ضمن هذه المزاعم، رغم عدم وجود ما يؤكد موافقتها، موضحًا أن إسرائيل تعمد إلى تزوير الحقائق والوقائع من أجل تهيئة الرأي العام الدولي لتقبل مشروع التهجير، وهو ما تتحرك مصر لإحباطه بكل الوسائل الدبلوماسية والسياسية.
القاهرة تسعى لإظهار الحقائق أمام المجتمع الدولي
وأكد أن القاهرة تسعى لإظهار الحقائق أمام المجتمع الدولي، وتعمل على كشف هذه المخططات عبر التواصل مع الدول الفاعلة والضغط على إسرائيل لوقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على وجود خطة ممنهجة من قبل اليمين الإسرائيلي المتطرف، مدعومًا بغطاء أمريكي، لتنفيذ تهجير جماعي تحت ذرائع إنسانية مزيفة.
ونوه تركي إلى أن الاحتلال أعلن في وقت سابق عن نيته إقامة مخيمات وخيام في جنوب غزة، وهو ما يُعد تمهيدًا واضحًا لمرحلة جديدة من النزوح، خاصة مع استهداف البنية التحتية والمناطق السكنية، بما يجعل البقاء في الشمال شبه مستحيل.
مدى نجاح إسرائيل في إقناع بعض الدول بفكرة استقبال لاجئين فلسطينيين
وفي رده على سؤال حول مدى نجاح إسرائيل في إقناع بعض الدول بفكرة استقبال لاجئين فلسطينيين، قال تركي إن إسرائيل "تكذب وتواصل الكذب" من أجل ترويج هذه الرواية دوليًا، رغم أننا نعيش في عالم مكشوف لا يقبل مثل هذه الخدع، موضحًا أن إسرائيل تراهن على تشويه الموقف المصري من خلال حملات منظمة، تستهدف السفارات والدبلوماسية المصرية، وتحاول خلق حالة من البلبلة باستخدام الإعلام المنحاز والمجموعات المشبوهة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الخطر كبير، وأن إسرائيل، في ظل صمت دولي وتواطؤ بعض القوى، قد تقدم على ارتكاب ما هو أبعد من التهجير، لافتًا إلى أن مصر تتحرك بثبات لحماية الثوابت الفلسطينية والتصدي لأي محاولات لإفراغ القطاع من سكانه.