الولايات المتحدة تعلق إصدار تأشيرات الزيارة لقطاع غزة

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، السبت، تعليق إصدار جميع تأشيرات الزيارة للأشخاص القادمين من قطاع غزة، مشيرة إلى أن القرار جاء في إطار مراجعة شاملة للإجراءات المتبعة خلال الأيام الماضية، والتي تم خلالها منح عدد محدود من التأشيرات المؤقتة لأغراض إنسانية وطبية.
ووفقًا لما نقلته وكالة "رويترز"، فإن الوزارة تخضع العملية بأكملها لإعادة تقييم، وسط تصاعد الأوضاع الأمنية في القطاع، والتحولات الجارية على الأرض مع اقتراب مرحلة جديدة من العمليات العسكرية.
تحركات عسكرية إسرائيلية متسارعة استعدادًا لاحتلال كامل قطاع غزة
بالتوازي مع القرار الأمريكي، تسارعت الاستعدادات الإسرائيلية لشن هجوم بري واسع النطاق على غزة، عقب اجتماع بين وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس هيئة الأركان، بحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية "مكان".
وتفيد التقديرات بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينوي تطويق مدينة غزة بشكل أسرع من المخطط له سابقًا، عبر تقليص الجدول الزمني للعملية الجارية.
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد ذكرت أن التوغل البري لن يبدأ بشكل كامل قبل نهاية أغسطس، مع استمرار التجهيزات حتى خريف هذا العام، تمهيدًا للانتقال إلى مرحلة "القتال الحضري الشامل".
نتنياهو يثير موجة تنديد دولية بخطته لاحتلال غزة
تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة حول رغبته في احتلال قطاع غزة بالكامل، أثارت موجة انتقادات دولية، خاصة في ظل استمرار الدعم الأمريكي للعملية العسكرية.
في المقابل، حذّر خبراء ومحللون سياسيون من أن خطة نتنياهو قد تتحول إلى فخ ميداني معقد، نظرًا لطبيعة المقاومة في غزة، والخلافات الداخلية في الجيش الإسرائيلي حول تفاصيل التنفيذ، مما ينذر بإمكانية حصول تغيرات جوهرية في سير العمليات.
خطر المقاومة غير النظامية يفاقم معضلة التوغل البري
ويرى مراقبون أن دخول القوات البرية الإسرائيلية إلى القطاع، رغم أنه ليس تطورًا جديدًا، إلا أن خطورة الوضع هذه المرة تختلف كليًا. فإلى جانب تشكيلات حماس النظامية، ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعات غير منظمة ومدفوعة بالثأر، تشكلت كرد فعل على الجرائم والانتهاكات المتكررة التي ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين خلال العامين الماضيين.
وتشير التقارير إلى أن هذه العناصر قد تلعب دورًا فعالًا في مقاومة جيش الاحتلال الإسرائيلي، من خلال كمائن وهجمات شوارع في بيئة حضرية مكتظة يصعب على الجيش السيطرة عليها بالكامل.
سيناريوهات أسر جديدة تُقلق تل أبيب
في ظل استمرار أزمة الرهائن التي تعاني منها الحكومة الإسرائيلية منذ أحداث 7 أكتوبر، رجّح مراقبون أن تسعى حماس إلى استغلال أي توغل بري لتنفيذ عمليات أسر جديدة تستهدف الجنود والضباط الإسرائيليين.
وفي حال تحقق هذا السيناريو، فإنه قد يُفضي إلى مضاعفة أعداد الرهائن، وهو ما سيؤدي إلى تعقيد الموقف السياسي والعسكري داخل إسرائيل، خاصة أن الرأي العام الإسرائيلي لا يتحمل فكرة وجود مئات أو آلاف الجنود في قبضة المقاومة.
تحذيرات من أزمة داخلية إسرائيلية بسبب رهائن محتملين
يرى المحللون أن زيادة عدد الرهائن ستشكل ضغطًا هائلًا على حكومة نتنياهو، التي تواجه بالفعل انتقادات داخلية ودولية بشأن طريقة تعاملها مع الملف الفلسطيني، ما قد يؤدي إلى هزة سياسية في الداخل الإسرائيلي.
كما قد تستخدم المقاومة الفلسطينية هذه الورقة كورقة ضغط تفاوضية، مما يُصعب من جهود استعادة الجنود في ظل أي مفاوضات مستقبلية.
انتقادات دولية لطموحات نتنياهو العسكرية
على الساحة الدولية، هاجمت شبكة CNN الأمريكية خطة نتنياهو لاحتلال غزة، معتبرة أنها تعكس مصالحه السياسية الشخصية أكثر مما تمثل رؤية عسكرية شاملة. ووصفت الشبكة تحركاته بأنها جزء من مناورات داخلية، تهدف إلى ترميم صورته السياسية المتصدعة، لا إلى تقديم حلول حقيقية للنزاع.
راغب رمالي: حرب شوارع تلوح في الأفق... وتغير في قواعد الاشتباك
الخبير الاستراتيجي راغب رمالي أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي خلال العامين الماضيين اعتمد على القصف الجوي والصاروخي المكثف، مع استهداف مباشر للبنية التحتية، دون الدخول البري المباشر في عمق غزة.
ولكن هذه المرة، بحسب رمالي، فإن خطة الاحتلال تمثل نقلة نوعية، إذ ستتطلب معرفة دقيقة بالأرض، وتفعيل أدوات تكنولوجية متقدمة، من بينها أنظمة مراقبة وطائرات دون طيار، قدمتها الولايات المتحدة لدعم العمليات.
وتوقع رمالي أن تكون المعركة القادمة أقرب إلى حرب شوارع دموية، في أحياء مزدحمة، حيث سيكون الجنود الإسرائيليون هدفًا سهلًا للكمائن، مما قد يكلّفهم خسائر جسيمة.