عاجل

إسرائيل تسرّع خطط تطويق غزة.. محللون: فخ استراتيجي سيقع فيه جيش الاحتلال

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

أفادت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتزم تطويق مدينة غزة في وقت أبكر من المعلن سابقًا، عبر تقليص الجدول الزمني المخصص للعملية العسكرية الجارية.

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد أشارت في وقت سابق إلى أن الهجوم على غزة لن يبدأ بشكل واسع قبل نهاية أغسطس الجاري، متوقعة استمرار التحضيرات حتى الخريف، قبل الانتقال إلى مرحلة "القتال الشامل داخل المناطق الحضرية".

لكن تحذيرات متعددة صدرت عن محللين وخبراء استراتيجيين، مؤكدين أنه من الممكن أن تتحول خطة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة إلى "فخ ميداني"، خاصة إذا تم تنفيذها وفقًا لتصوره الشخصي، في ظل وجود تباينات داخل الجيش الإسرائيلي بشأن تفاصيل التنفيذ، وهو ما قد يُفضي إلى تغييرات جذرية في سير العمليات.

معضلة الاحتلال البري والمقاومة غير النظامية

ورغم أن دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي البري إلى قطاع غزة ليس بالأمر الجديد، إلا أن طبيعة الخطر هذه المرة تختلف، بحسب خبراء، إذ لا يقتصر التهديد على القوات النظامية لحركة حماس، بل يمتد إلى تشكيلات غير منظمة مدفوعة بالثأر، ظهرت بفعل الانتهاكات الإسرائيلية التي طالت القطاع خلال العامين الماضيين، بما في ذلك القصف المتكرر للمناطق المدنية والمنشآت الصحية والدينية.

رهائن جدد... أزمة قادمة؟

وفي ظل أزمة الرهائن التي يعاني منها نتنياهو منذ أحداث 7 أكتوبر، رجّح مراقبون أن تسعى حماس إلى استغلال أي توغل بري واسع لتنفيذ عمليات أسر جديدة بحق الجنود والضباط الإسرائيليين.

هذا السيناريو، في حال تحققه، قد يضاعف أعداد الرهائن المحتجزين، ويزيد من تعقيد الأزمة السياسية والعسكرية داخل إسرائيل، حيث سيكون التعامل مع مئات أو ربما آلاف الأسرى بمثابة ضغط هائل على الحكومة الإسرائيلية، بحسب محللين.

انتقادات دولية وداخلية لخطة نتنياهو

وعلى الصعيد الدولي، هاجمت شبكة CNN الأمريكية خطة نتنياهو لاحتلال غزة، ووصفتها بأنها لا ترضي أحدًا سوى رئيس الوزراء نفسه، معتبرة أنها تعكس مناورات سياسية داخلية أكثر من كونها استراتيجية عسكرية متكاملة.

وتحدث الخبير الاستراتيجي راغب رمالي على الوضع قائلًا إن تحركات إسرائيل خلال العامين الماضيين كانت تعتمد في معظمها على القصف الجوي والصاروخي، دون أن تدخل القوات البرية بشكل مباشر إلى غزة، واقتصرت العمليات على استهداف المنشآت والبنية التحتية، بما فيها المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، إلى جانب الأنفاق التي تستخدمها حماس.

وأشار رمالي إلى أن ما تخطط له إسرائيل الآن يمثل تحولًا نوعيًا، إذ يتطلب احتلال غزة معرفة دقيقة بطبيعة الأرض والواقع الميداني، خاصة في ظل استخدام أدوات وتجهيزات متطورة توفرها الولايات المتحدة، أبرزها أنظمة مراقبة وطائرات حديثة بلا قيود تقنية.

حرب شوارع متوقعة... وحماس تتحين الفرصة

وأكد رمالي أن السيناريو المتوقع سيكون أشبه بـ"حرب شوارع"، حيث ستكون القوات الإسرائيلية عرضة لكمائن واستهداف مباشر داخل أحياء مكتظة بالسكان.

وأوضح أن حركة حماس لن تكتفي بمقاومة القوات، بل ستسعى إلى أسر أكبر عدد ممكن من الجنود، معتبرة ذلك "غنائم حرب" تُستخدم للضغط السياسي والعسكري.

وحذّر من أن تتحول أزمة الرهائن من مئة شخص تقريبًا إلى المئات أو حتى الآلاف، ما يشكل خطرًا استراتيجيًا على الحكومة الإسرائيلية، وقد يُستخدم كورقة ضغط فاعلة بيد المقاومة الفلسطينية.

تم نسخ الرابط