رمضان أبو جزر: أوروبا تطالب بضمانات أمريكية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا

أكد رمضان أبو جزر، مدير مركز بروكسل للدراسات، أن ردود الفعل الأوروبية عقب قمة ترامب وبوتين الأخيرة جاءت منسجمة مع موقف أوروبي ثابت سبق القمة، وهو رفض أي تسوية على حساب وحدة الأراضي الأوكرانية.

مخاوف أوربية من القمة 

وقال أبو جزر، في مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز، إن "أوروبا كانت قد طالبت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقديم ضمانات واضحة بعدم تغيير الواقع الجغرافي في أوكرانيا، وبضمانات أمنية شاملة للقارة الأوروبية، إلا أن القمة انتهت دون إعلان عن أي اتفاق حقيقي، وهو ما عزز المخاوف الأوروبية".

وأوضح أن اللغة الدبلوماسية التي خرجت بها تصريحات الرئيسين خلال المؤتمر الصحفي المشترك، بالإضافة إلى التسريبات الدبلوماسية التي أعقبت القمة، تشير فقط إلى "اتفاق عام على ضرورة إيجاد حل شامل"، دون وجود أدوات أو آليات فعلية لتحقيق هذا الحل على أرض الواقع.

 عقدة موافقة أوكرانيا على تقديم تنازلات

وأشار أبو جزر إلى أن "أحد أبرز العراقيل يكمن في عدم قدرة الرئيسين على تجاوز عقدة موافقة أوكرانيا على تقديم تنازلات، وهو أمر لا يحظى بأي قبول أوروبي، خاصة في ظل تمسك روسيا بضم شبه جزيرة القرم ومناطق الدونباس، واستمرار سيطرة القوات الروسية على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية".

ونوه إلى أن "ما حدث في القمة لا يمكن وصفه إلا بأنه استعراض سياسي بلا نتائج ملموسة، في ظل غياب أي إجراءات حقيقية على الأرض، ما يعزز الانطباع الأوروبي بأن الحرب أقرب إلى الاستمرار منها إلى الانتهاء".

التنازل عن أي جزء من الأراضي الأوكرانية لا يهدد أوكرانيا فقط

وحول البيان الأوروبي الرافض لأي تغيير للحدود الدولية بالقوة، قال أبو جزر إن "هذا الموقف يعكس قناعة أوروبية راسخة بأن التنازل عن أي جزء من الأراضي الأوكرانية لا يهدد أوكرانيا فقط، بل يخل بالأمن القومي الأوروبي بأكمله، ويفتح شهية الرئيس بوتين لمهاجمة أجزاء أخرى من القارة".

وأكد أن الأوروبيين لا يمانعون وقف إطلاق النار، ولكنهم يشترطون أن يكون ذلك مقترناً باتفاق سلام حقيقي يتضمن ضمانات أمريكية صارمة تمنع روسيا من تكرار العدوان مستقبلاً، مضيفا: "هذه الضمانات غير متوفرة حتى الآن، وبالتالي فإن أي اتفاق جزئي يبقى مرفوضاً أوروبياً".

واختتم أبو جزر حديثه بالتأكيد على أن "اللوبي الأوروبي الرافض لإنجاح اتفاق محتمل برعاية ترامب قد نجح – حتى اللحظة – في إبقاء باب الصراع مفتوحاً"، مشيراً إلى أن "المشهد بعد القمة لم يتغير كثيراً، والحرب لا تزال مستمرة بلا أفق سياسي واضح".