مع فشل قمة ترامب وبوتين.. زعماء العالم يعلّقون: الطريق إلى السلام ما زال طويل

رغم الآمال الدولية العريضة، انتهت قمة ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين دون التوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب في أوكرانيا. وفيما أعرب الزعيمان عن أجواء "بناءة"، رأى العديد من القادة الدوليين أن النتائج غير كافية لوقف النزيف المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
من حهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعمه لمقترح الرئيس ترامب بشأن عقد قمة ثلاثية تجمع الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا. وقال في تصريح رسمي: "ندعم اقتراح الرئيس ترامب بعقد اجتماع ثلاثي، ونؤمن بأن القضايا المصيرية يجب أن تُناقش على مستوى القادة. وسألتقي بالرئيس ترامب في واشنطن يوم الاثنين المقبل لمناقشة جميع التفاصيل المتعلقة بإنهاء الحرب."
وأضاف أن مشاركة الأوروبيين ضرورية لضمان توفير "ضمانات أمنية حقيقية" لأوكرانيا، مشيراً إلى إشارات أمريكية إيجابية بهذا الشأن.
ميلوني: بصيص أمل... وإيطاليا تواصل دعمها
وصفت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ما جرى في قمة ألاسكا بأنه "بصيص أمل" نحو السلام، رغم عدم صدور اتفاق واضح. "إيطاليا تقوم بدورها مع حلفائها الغربيين من أجل إنهاء الحرب بطريقة عادلة ومستقرة."
فون دير لاين: لا سلام دون ضمانات لأمن أوكرانيا
من جانبها، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على أن السلام يجب أن يكون عادلاً ودائمًا، ولا يمكن تحقيقه دون ضمانات أمنية تحمي المصالح الحيوية لأوكرانيا وأوروبا.
النرويج: بوتين يروّج لذرائع مغلوطة
كما اتهم وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي موسكو بمحاولة تبرير الغزو بادعاءات زائفة. "بوتين كرر مزاعم حول ما يسميه الأسباب الجذرية للنزاع. يجب مواصلة الضغط على روسيا وزيادته." مضيفاً؛ أن قمة ألاسكا لم تُحدث أي تغيير ملموس في الموقف الروسي، ولا يُتوقع أن تؤثر على ساحة المعركة حالياً.
التشيك: بوتين يسعى لمكاسب لا سلام
رأى رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا أن نتائج القمة تعكس حقيقة سعي بوتين لتحقيق مكاسب إقليمية لا تسوية سلمية.مشدداً أن الرئيس الروسي لا يزال يسعى إلى إعادة رسم خريطة المنطقة واستعادة نفوذ الإمبراطورية السوفيتية السابقة.
المجر: قمة ألاسكا انهت مرحلة طويلة من التوتر النووي
في المقابل، عبّر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان عن رؤية أكثر تفاؤلاً، معتبرًا أن اللقاء بين ترامب وبوتين أنهى مرحلة طويلة من التوتر النووي: "لأول مرة منذ سنوات، رأينا القوتين النوويتين تتخليان عن تبادل الرسائل العدائية. العالم اليوم أكثر أمانًا مما كان عليه بالأمس."
بولندا: المفاوضات ضرورة رغم غياب النتائج
وأكد مارسين برزيداتش، مساعد الرئيس البولندي للشؤون الخارجية، أن بدء المحادثات أمر إيجابي، حتى وإن لم تُسفر عن نتائج حتى الآن قائلاً؛ "نحن لا نعلم كيف ستسير هذه المفاوضات، لكن من المؤكد أن إنهاء الحرب لا يتم إلا بطريقتين: إما الهزيمة الكاملة لأحد الطرفين، أو الحل التفاوضي. وأمس رأينا بداية محتملة لهذا المسار."
قمة دون نتائج
رغم ما اعتُبر "كسرًا للجليد" بين واشنطن وموسكو، لم تحقق قمة ترامب وبوتين انفراجة حقيقية بشأن الأزمة الأوكرانية. وبينما يدعو بعض القادة لتفاؤل حذر، يحذر آخرون من أن موسكو تستغل الحوار لكسب الوقت وتعزيز أوراقها التفاوضية. الطريق نحو السلام يبدو مفتوحًا... لكنه محفوف بالتعقيدات.