تصعيد بلا أفق.. أوروبا تغيّر موقفها من نتنياهو وسط استمرار الحرب

أوضحت الدكتورة تمارا حداد، الباحثة والكاتبة السياسية، أن التحول الملحوظ في مواقف قادة أوروبا تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج طبيعي لمجريات الأحداث الدامية في غزة، وتفاقم الاستيطان في الضفة الغربية.
نتنياهو يشكل العقبة الأساسية أمام إنهاء الحرب
وقالت حداد في مداخلة عبر قناة لقناة إكسترا نيوز إن "الواقع الميداني بات يفرض نفسه بقوة على صانعي القرار في أوروبا، الذين أصبحوا يرون أن نتنياهو يشكل العقبة الأساسية أمام إنهاء الحرب، بل ويستغل ملف الرهائن والتهديدات الأمنية لتبرير استمرار العمليات العسكرية لأطول فترة ممكنة".
وأشارت إلى أن نتنياهو لا يتحرك فقط بدوافع أمنية كما يزعم، بل يسعى من خلال تمديد الحرب إلى الحفاظ على موقعه السياسي داخل إسرائيل، واستمالة قواعد اليمين المتطرف، خاصة في ظل الانقسام السياسي الحاد داخل المشهد الإسرائيلي.
إسرائيل الكبرى
وأكدت حداد أن التصريحات المتكررة من وزراء حكومته حول "إسرائيل الكبرى" ولقاءات من قبيل لقاء بن غفير مع الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، تكشف بوضوح النوايا التوسعية والعدوانية التي تتنافى مع القانون الدولي.
ونوهت إلى أن أوروبا بدأت تنظر بخطورة إلى هذه التصرفات، خاصة أنها تؤثر على الأمن الإقليمي وتزيد من حدة التوتر في الشرق الأوسط، في وقت يسعى فيه الأوروبيون إلى تقليل التوترات العالمية، لا سيما بعد تداعيات الحرب في أوكرانيا وأزمة باب المندب.
ولفتت إلى أن الخيار المطروح من جانب حكومة نتنياهو الآن هو "خيار التصعيد"، وأن الحديث عن التفاوض ليس سوى وسيلة لشراء الوقت، مؤكدة أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق في ظل استمرار الاحتلال ورفض حل الدولتين.
احتلال قطاع غزة
رأى عدد من الخبراء الاستراتيجون والمختصون في الشأن السياسي أن الخطة التي يضعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة، من المتوقع أن تتحول إلى «فخ» على أرض الواقع، خاصة في حال تنفيذها بتصوره، علاوة على وجود خلافات عسكرية داخل الجيش، الأمر الذي يترتب عليه الكثير من التغيرات.
تعتبر عملية نزول الجيش الإسرائيلي إلى غزة، واحدة من الأمور التي يشهدها القطاع دومًا، لهذا فأن الخطر لا يشكله الجيش فحسب، إلا أن عناصر حماس تسعى أيضًا إلى تكوين حركات ومجموعات غير منظمة، والتي يحركها الثأر بشكل دائم، وهذا نتيجة لما شهده القطاع من العديد من الانتهاكات غير المسبوقة، والتي ارتكبها الإسرائليون على مدار عامين كاملين، ليكن ذلك دليلًا كافيًا على الانتهاكات التي شهدها قطاع غزة.