بين التقدير والتشويه.. مرصد الأزهر يسلط الضوء على المرأة في الدراما الرمضانية

سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الضوء على المرأة في الدراما الرمضانية، موضحًا أنه في كل بيت، هناك أم حنون، وأخت داعمة، وابنة تبعث الأمل؛ فالمرأة كانت ولا تزال عنصرًا أساسيًا في بناء المجتمع، تربي وتعلّم وتغرس القيم في الأجيال.
المرأة في الدراما الرمضانية
وتابع مرصد الأزهر: «مع ذلك، يثير تناول الدراما الرمضانية لشخصية المرأة جدلًا مستمرًا، حيث يرى البعض أنها تقدم صورًا مشوهة لها، فتُظهرها إما متسلطة بلا رحمة، أو تسعى خلف المصالح، أو تتحدى القيم الأخلاقية، مما قد يسهم في ترسيخ تصورات سلبية عنها داخل المجتمع».
من ناحية أخرى، يرى آخرون أن الدراما، بطبيعتها، تعكس الواقع وتتناول شخصيات متنوعة تمثل مختلف جوانب الحياة، سواء الإيجابية أو السلبية، وأن النقد الموجه إليها يجب أن يراعي طبيعة العمل الفني الذي يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا اجتماعية مختلفة.
لكن بغض النظر عن وجهات النظر المختلفة، يبقى للفن دور مهم ومسؤول في تشكيل وعي المجتمع، مما يطرح تساؤلًا حول الحاجة إلى التوازن في تقديم صورة المرأة، بحيث يتم إبراز نماذجها الإيجابية إلى جانب التحديات التي تواجهها، بما يسهم في تعزيز دورها الحقيقي في بناء الأسرة والمجتمع.
وشدد مرصد الأزهر على أنه يبقى الفن أداة تعبير مؤثرة، وبين حرية الإبداع والمسؤولية المجتمعية، تظل الحاجة ملحّة لتقديم صورة متوازنة تعكس دور المرأة الحقيقي في المجتمع، بمختلف أبعاده.
صورة سلبية للمرأة
وفي السياق نفسه، حين صرّحت الدكتورة سوزان القليني، رئيسة لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة، بأن النتائج الأولية التي خرجت بها لجنة الإعلام، تدق ناقوس الخطر حول الصورة النمطية السلبية للمرأة في الدراما الرمضانية، مطالبة بضرورة مراجعة الأعمال الدرامية ومراعاة دور الدراما في تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية، بما يحفظ صورة المرأة المصرية التي تحمل على عاتقها بناء الأسرة والمجتمع.
ووفقا لبيان اللجنة، أكدت المؤشرات أن الصورة السلبية للمرأة احتلت مساحة واسعة في المشهد الدرامي الرمضاني، في مقابل تراجع واضح لصورة المرأة الإيجابية التي تمثل القدوة والنموذج الملهم، مما أثار جدلاً واسعًا واستياءً كبيرًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
واستعرضت اللجنة أهم المؤشرات تأتى تم رصدها حتى الآن ، وهى كما يلى :
- تراجع صورة المرأة الداعمة لأسرتها والمجتمع في أغلب الأعمال الدرامية.
- تصدر نماذج المرأة المنتقمة، والمتسلطة، والعنيفة، وهو ما يرسخ صورة مشوهة عن المرأة المصرية.
- زيادة مشاهد العنف ضد المرأة بشكل صادم، سواء كان عنفًا جسديًا أو نفسيًا أو اجتماعيًا، بما في ذلك (قتل – سجن – ابتزاز – تحرش – تمييز – عنف إلكتروني).
-إبراز سلوكيات سلبية تمس المرأة، مثل البحث عن "محلل" للزواج بعد الطلاق، وتعدد العلاقات المحرمة، بما يخالف القيم الدينية والأخلاقية للمجتمع المصري.
- انتشار مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات والخمور بين الشخصيات النسائية، بما يعكس صورة سلبية وخطيرة على وعي الأجيال الجديدة.
- إقحام بعض القضايا المثيرة للجدل، مثل زواج المرأة من أكثر من رجل، وممارسات السحر والشعوذة، في أكثر من عمل درامي.
- استمرار التنميط العنصري للمرأة ذات البشرة السمراء، بما يتنافى مع مبادئ حقوق الانسان .
- لم يقدم أي مسلسل هذا العام نموذج واقعي للمرأة المصرية المجدة المخلصة الناجحة.
- يلاحظ عدم وجود معالجة درامية واعية أو هدف توعوي حقيقي في مسلسلات هذا العام.