فكر الإمام الطيب.. وكيل الأزهر يكشف كيفية استعادة منظومة القيم الأخلاقية

كشف الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، عن رؤية وجهود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في استعادة منظومة القيم الأخلاقية.
كيفية استعادة منظومة القيم الأخلاقية في فكر الإمام الطيب
وقال الضويني في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: «إن الإمام الطيب يرى أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا كبيرًا وتآكلًا للقيم بصورة مقلقة؛ نظرًا لما تعرض له المجتمع المصري في العقود الأخيرة من تغيرات اجتماعية أثرت تأثيرًا مباشرًا على منظومة القيم، وانعكست سلبًا على تماسك الشعب، وترنح كثير من القيم الاجتماعية الحاكمة لحركة المجتمع وسط ركام اللاوعي، وتاهت قيم عديدة حاكمة، وانطمست معالمها، وانبهمت على قطاع عريض من شبابنا، حتى أصبح لا يعلم عنها شيئًا، وأصبح الآباء والأبناء يعيشون في جزر معزولة؛ لكل رؤيته وفلسفته وعالمه الخاص».
وتابع وكيل الأزهر: يرى الإمام الطيب أن العلاج الناجح لهذه الأزمة المستحكمة، هو عودة الوعي بالقيم الأصيلة، وفى مقدمتها القيم الإنسانية المشتركة؛ لذلك دعا الإمام الأكبر، بالتعاون مع قيادات الكنيسة المصرية، لاجتماع تشاوري بمشاركة وحضور عدد من السادة الوزراء، ونخبة متميزة من رجال الفكر والثقافة والصحافة والإعلام والفن والرياضة؛ لتبادل الأفكار والرؤى، والعمل على تلمس الحلول وأقرب الطرق لبعث هذه القيم في شباب مصر وشعبها.
ومما يدل على عقلية الإمام المنفتحة والواعية التي تقبل الجديد المنضبط -ما دام لا يخالف الثوابت- قبول فضيلته للقيم الحديثة، حيث يرى أنه لا مانع من استشراف قيم حديثة ترتبط بالجذور، وتدعم مناعة الشباب في مقاومة الأعاصير التي تهب عليه من الشرق والغرب.
وشدد وكيل الأزهر: «كم أعجبتني نظرته إلى شباب مصر، تلك النظرة التي تغاير نظرة كثير من المفكرين وأصحاب الرأي؛ حيث يرى فضيلته أن شباب مصر: شباب ينتمي إلى بلد له تاريخ حضاري ضارب في جذور الأزمان والآباد، بلد عرك التاريخ، وعركته القرون، وصمد للغزاة والطغاة والعابثين بقدره، وقبـرهم في ترابه ومياه نيله، وعلى أرضه شعب لا يحسب تاريخه بعشرات السنين أو بمئاتها، بل بسبعة آلاف عام أو تزيد، وهو بذلك الإرث قادر على استعادة القيم، وليس كما يعتقد البعض أنه ضل السبيل، وتاهت الطريق من تحت قدميه».
وأكد: «على هذا، لا ينبغي لرموز هذا الشعب -الذين يقودون مسيرته التعليمية ونهضته الثقافية والفنية والإعلامية وغيرها- أن يهونوا من شأن الموروث الحضاري المدفون في تراب مصر، والكامن المستكن في عروق شبابها، ويظنوا أنه تبدد وتلاشى إلى غير رجعة»، مختتمًا بالقول: «فهذا الموروث موجود بفعل قوانين الوراثة التي لا تتخلف، وهو جاهز ومستعد للعودة وللتجلي -من جديد- إذا وجد من يبعثه من مرقده، ويوقظه في قلوب الشباب».