هل يفرح الميت بزيارة أحبائه؟ أمين الفتوى يجيب|فيديو

سألت دعاء، إحدى المواطنات من القاهرة، تساؤلًا إنسانيًا يطرحه كثيرون حين قالت:"عندما أزور والدي في المقابر، هل يشعر بي؟ هل يراني ويحس بوجودي؟.
الموت انتقال من مرحلة إلى أخرى
من جانبه، أشار الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أن هذا السؤال يعكس تصورًا شائعًا، وهو أن الموت فناء، بينما الحقيقة وفقًا للشريعة الإسلامية أن الموت انتقال من مرحلة إلى أخرى، لا يعني نهاية الوجود.
ونوه كمال خلال لقائه عبر برنامج البيت، والمذاع عبر قناة الناس إلى أن الإنسان يمر بثلاث مراحل حياتية، لكلٍ منها قانونها المختلف: الحياة في رحم الأم، ثم الحياة في الدنيا، وأخيرًا الحياة في العالم الآخر، حيث لا يدرك أحد طبيعة هذه المرحلة إلا الله سبحانه وتعالى.
هل يشعر الميت ويحس بالزائر؟
وأضاف: "الميت يشعر ويحس بالزائر، والدليل على ذلك ما ورد في أحاديث النبي محمد عليه الصلاة والسلام، حيث أمرنا بإلقاء السلام عند دخول المقابر، وأخبرنا أن الميت يرد السلام، وإن كنا لا نسمع ذلك لأننا في عالم مختلف بقوانينه".
كما أوضح أن مسألة إدراك الميت لا ترتبط بالجسد الذي يتحلل، بل بالروح التي لا تفنى، وهي التي تتلقى السلام والدعاء وتشعر بالزيارة.
الزيارة لها أثر روحي ومعنوي حقيقي يصل إلى الميت
وفي معرض حديثه، أشار إلى ما ذكره الإمام النووي، حيث قال: "يُستحب للزائر أن يقترب من المزور كما كان يقترب منه في حياته"، وهذا يؤكد أن الزيارة ليست مجرد عادة، بل لها أثر روحي ومعنوي حقيقي يصل إلى الميت.
ونوّه أيضًا إلى أن زيارة القبور سنة مشروعة، يستأنس بها الميت، ويفرح بها، ويُنتفع بالسلام عليه، والدعاء له، وقراءة القرآن، والاستغفار، مؤكدًا أن كل هذه الأعمال يصل ثوابها إلى الأموات بإذن الله.
جواز التصدق عن المتوفى
وعلى صعيد آخر، أقرَّت الشريعة الإسلامية جواز التصدق عن المتوفى ، ووصول ثواب هذا العمل إليه، وقد جاءت في ذلك أحاديث نبوية كثيرة، منها: ما رواه البخاري ومسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رجلًا قال للنبي ﷺ: إن أمي افتلتت نفسها، وأظنها لو تكلمت لتصدقت، أفأتصدق عنها؟ فقال ﷺ: «نعم تصدق عنها».
وكذلك ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن سعد بن عبادة رضي الله عنه تُوفيت أمه وهو غائب عنها، فقال: يا رسول الله، إن أمي توفيت وأنا غائب، أيَنفعها أن أتصدق عنها؟ قال ﷺ: «نعم». وقد علَّق الحافظ ابن حجر في فتح الباري (5/390) على هذا الحديث بقوله: إن فيه دلالة على جواز التصدق عن الميت، وأن ثواب الصدقة يصل إليه وينفعه، خاصة إذا كان المتصدق ولده، وهو استثناء من عموم قوله تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم: 39].