عاجل

ما فضل وثواب الصدقة الجارية عن الميت وهل تخفف عنه في قبره؟

الصدقة الجارية
الصدقة الجارية

أقرَّت الشريعة الإسلامية جواز التصدق عن المتوفى ، ووصول ثواب هذا العمل إليه، وقد جاءت في ذلك أحاديث نبوية كثيرة، منها: ما رواه البخاري ومسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رجلًا قال للنبي ﷺ: إن أمي افتلتت نفسها، وأظنها لو تكلمت لتصدقت، أفأتصدق عنها؟ فقال ﷺ: «نعم تصدق عنها».

وكذلك ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن سعد بن عبادة رضي الله عنه تُوفيت أمه وهو غائب عنها، فقال: يا رسول الله، إن أمي توفيت وأنا غائب، أيَنفعها أن أتصدق عنها؟ قال ﷺ: «نعم». وقد علَّق الحافظ ابن حجر في فتح الباري (5/390) على هذا الحديث بقوله: إن فيه دلالة على جواز التصدق عن الميت، وأن ثواب الصدقة يصل إليه وينفعه، خاصة إذا كان المتصدق ولده، وهو استثناء من عموم قوله تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم: 39].

كما روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلًا قال للنبي ﷺ: إن أبي مات وترك مالًا ولم يوصِ، فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه؟ فقال ﷺ: «نعم». وذكر الإمام النووي في شرحه لـصحيح مسلم (11/84) أن هذا الحديث يدل على جواز الصدقة عن الميت واستحبابها، وأن ثوابها يصله وينتفع به، كما ينتفع بها المتصدق، وقد انعقد إجماع المسلمين على ذلك.

وقد نص العلماء على هذا الإجماع؛ فقال ابن عبد البر في التمهيد (20/27): إن الصدقة عن الميت أمر مجمع عليه لا خلاف فيه بين أهل العلم. وقال النووي في المجموع (5/323): أجمع المسلمون على أن الصدقة عن الميت تنفعه وتصل إليه. وأكد الزيلعي في تبيين الحقائق (2/83) أن الإنسان يجوز له إهداء ثواب أي عمل صالح — سواء كان صلاة أو صيامًا أو حجًّا أو صدقة أو تلاوة قرآن أو ذكرًا — لغيره، حيًّا أو ميتًا، ويصل ذلك وينفعه.

احرص على معرفة الأعمال التي تصل للميت في قبره

يصل الميت في قبره ما كان له من أثر في الدنيا من أعمال صالحة ودعاء وصدقات جارية، كما ورد في السنة النبوية. ومن الأمور التي تنفع الميت بعد وفاته:
1. الدعاء والاستغفار له: قال النبي ﷺ: “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (رواه مسلم).
2. الصدقة الجارية: مثل بناء المساجد، حفر الآبار، طباعة المصاحف، أو أي عمل يبقى أثره مستمرًا.
3. العمل الصالح الذي تركه: كالعلم النافع، التأليف، التدريس، أو أي منفعة نشرها في حياته.
4. الحج والعمرة عنه: يمكن لأهله أداء الحج أو العمرة عنه إذا لم يكن قد أداها في حياته.
5. الوفاء بالنذور والديون: سواء كانت مالية أو كفارات واجبة عليه.
6. قراءة القرآن وإهداء ثوابه: اختلف العلماء في وصول ثواب قراءة القرآن للميت، لكن الدعاء له بالرحمة والمغفرة متفق على وصوله ونفعه.
7. صلة رحمه بعد موته: كالإحسان إلى أصدقائه وأقاربه، وإكرامهم وفاءً له.

تم نسخ الرابط