ماهر فرغلي: الإخوان الإرهابية تتاجر بالقضية الفلسطينية منذ حرب 1948|فيديو

أكد ماهر فرغلي، الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، أن جماعة الإخوان الإرهابية استغلت القضية الفلسطينية على مدار تاريخها الأسود لتحقيق مكاسب سياسية وتنظيمية، دون أن يكون لها دور حقيقي في المقاومة العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح ماهر فرغلي خلال لقائه ببرنامج "90 دقيقة" المذاع عبر قناة “المحور”، أن تاريخ الجماعة مليء بالمغالطات التي روّجت لها بنفسها لخداع الجماهير وإضفاء صورة زائفة عن دورها في دعم فلسطين.
البداية من حرب 1948
استعرض ماهر فرغلي جذور ما وصفه بـ"المتاجرة الإخوانية بالقضية الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن الجماعة زعمت منذ حرب 1948 أنها كانت في طليعة المجاهدين، لكن مراجعة الوثائق التاريخية تكشف أن هذا الادعاء غير صحيح.
وأوضح أن مذكرات الإخوان، التي كتبها قيادات الجماعة، تدعي مشاركة 227 فردًا فقط في القتال تحت قيادة أحمد عبد العزيز، ثم ارتفع العدد لاحقًا إلى نحو 700، رغم أن التنظيم السري للجماعة كان يضم بين 2000 و3000 عنصر مدرب.
دور محدود وهزيمة عسكرية
أشار ماهر فرغلي إلى أن هذه المشاركة المحدودة تؤكد أن اهتمام الجماعة بالقضية كان ضعيفًا منذ البداية، مضيفًا: "عندما دخلوا المعارك في فلسطين، تعرضوا للهزيمة، ثم قرروا الانسحاب وترك الجيوش العربية تكمل القتال".
وبحسب فرغلي، فإن الجهد العسكري للإخوان في تلك الحرب كان ضعيفًا للغاية، ما دفعهم لاحقًا إلى اتخاذ قرار رسمي بعدم المشاركة في أي حرب مباشرة مع إسرائيل.
وثائق تكشف استراتيجية
كشف ماهر فرغلي أن وثائق صدرت في سبعينيات القرن الماضي عن فرع الإخوان في فلسطين أظهرت قرارًا بعدم تنفيذ أي عمليات عسكرية أو مسلحة ضد إسرائيل، بشكل كامل ونهائي.
وتابع: "هذا الموقف أثار خلافات كبيرة داخل الحركة الإسلامية الفلسطينية، وأدى إلى انبثاق مجموعات جديدة، كان من بينها النواة التي أسست حركة "حماس" لاحقًا، والتي تبنت خيار المقاومة المسلحة".
انتظار هزيمة الجيوش العربية
أوضح ماهر فرغلي أن الوثائق الإخوانية تكشف منطقًا صادمًا، إذ كانت الجماعة ترى أن الحرب ليست حرب تنظيمات، بل حرب جيوش، وأن هزيمة الجيوش العربية تصب في مصلحتها، لأن الشعوب حينها ستبحث عن قيادة بديلة، وهو ما يتيح للإخوان فرصة التقدم لقيادة الدول.
وأضاف أن هذا التفكير يعكس بوضوح استراتيجية الجماعة التي تركز على الوصول إلى السلطة، لا على مواجهة الاحتلال.
الخلاف مع مؤسسي حماس
بيّن ماهر فرغلي أن هذا النهج لم يرق للمجموعة التي أسست "حماس"، حيث تمسكت الأخيرة بخيار المقاومة، مشيرًا إلى أن الإخوان واصلوا استغلال القضية الفلسطينية على المستوى الإعلامي والتنظيمي.
وقال: "هم دائمًا يرفعون شعار القدس، يجمعون التبرعات باسمها، ويجندون الأفراد تحت رايتها، لكن الواقع أن الأموال كانت تذهب في النهاية إلى خزائن الجماعة".
شهادات من داخل الإخوان
استشهد ماهر فرغلي بأقوال قيادات سابقة في الجماعة مثل علي عشماوي ومحمود الصباغ، حيث أكد الأول أن الجماعة أقامت معسكرات تدريب لكنها لم تشارك فعليًا في القتال، بينما أوضح الثاني في كتابه "الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ" أن الأموال التي جُمعت باسم فلسطين لم تُرسل بالكامل إليها، بل احتفظت بها الجماعة واستثمرتها في مشاريعها الخاصة.
وأشار ماهر فرغلي إلى أن هذه الشهادات تؤكد أن الإخوان لم يسعوا يومًا لتحرير فلسطين، وإنما كانوا يضعون هدف الوصول إلى كرسي الحكم فوق أي اعتبار.

فلسطين كانت وسيلة
اختتم ماهر فرغلي حديثه بالتأكيد على أن جماعة الإخوان جعلت من القضية الفلسطينية أداة للترويج والشحن العاطفي وجمع الأموال، دون أن تقدم تضحيات حقيقية أو تخوض مواجهة فعلية مع إسرائيل.
وشدد ماهر فرغلي: "الإخوان لا يبحثون عن فلسطين ولا غير فلسطين، قضيتهم الوحيدة هي الوصول إلى السلطة، وكل الشعارات التي يرفعونها مجرد أدوات لخدمة هذا الهدف".