عاجل

نتنياهو: سنسمح لسكان غزة بالمغادرة ونجري محادثات مع دول لاستقبالهم

نتنياهو
نتنياهو

جدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، رفضه القاطع لأي اتفاقيات جزئية تتعلق بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، مؤكدًا تمسكه بعقد صفقة شاملة تشمل كافة المحتجزين، سواء كانوا أحياءً أو قتلى.

وفي مقابلة مع قناة "i24" الإسرائيلية، قال نتنياهو إن فكرة التوصل إلى وقف جزئي لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح بعض الرهائن لم تعد مطروحة على الطاولة، مضيفًا: "سمعتم تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأعتقد أن هذا الأمر قد انتهى".

وأضاف رئيس وزراء الاحتلال: "هذه المسألة أصبحت من الماضي، ونحن نسعى إلى صفقة كاملة تشمل إعادة جميع الرهائن وفقًا لشروط تضعها إسرائيل فقط". وأوضح أنه أصدر تعليمات بتسريع وتيرة العمليات العسكرية في غزة بهدف تقليص مدة ما وصفه بـ"احتلال المدينة"، مشيرًا إلى تحديد موعد أقصاه السابع من أكتوبر المقبل لإنهاء العملية.

تصريحات مثيرة للجدل حول مصير الرهائن

وخلال المقابلة، أقر نتنياهو بأن إسرائيل كانت على وشك التوصل إلى اتفاق سابق يشمل إطلاق سراح عشرة رهائن أحياء وتسليم جثامين 18 آخرين، لكنه قال إن "الطرف الآخر كان يضللنا". وأضاف: "أريد الجميع، الأحياء منهم والأموات".

هذه التصريحات أثارت تساؤلات حول مصير الرهائن الإسرائيليين المتبقين لدى حماس، في ظل تضاؤل فرص التوصل إلى اتفاق جزئي، وتصاعد الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية من قبل عائلات المحتجزين.

نتنياهو: سنسمح بهجرة سكان غزة خارج القطاع

في تحول لافت، أعلن نتنياهو استعداد إسرائيل للسماح لسكان قطاع غزة بمغادرته، في حال رغبوا بذلك، سواء خلال العمليات العسكرية أو بعدها. وكشف عن إجراء محادثات مع عدد من الدول لاستقبال هؤلاء السكان، دون أن يسمي هذه الدول أو يشير إلى طبيعة الاتفاقات الجارية.

واعتبر نتنياهو أن "هجرة السكان أثناء الحروب أمر معتاد"، في إشارة إلى نية حكومته تسهيل مغادرة الفلسطينيين من القطاع، وهي التصريحات التي قد تثير ردود فعل دولية واسعة، خاصة في ظل التحذيرات المتكررة من محاولات تهجير جماعي لسكان غزة.

هدنة 60 يومًا

وجاءت تصريحات نتنياهو عقب إعلان مصر عن جهودها لإحياء خطط إطلاق سراح رهائن لفترة 60 يومًا واتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وكان مكتب رئيس وزراء الكيان الصهيوني قد أعلن في وقت سابق موافقة مجلس الوزراء الأمني المصغر على السيطرة الكاملة على قطاع غزة، ما أثار إدانات عربية ودولية واسعة.

حقيقة تراجع ترامب عن دعمه لاحتلال كامل قطاع غزة

في السياق ذاته، يرى محللون أن تصريحات ترامب تعكس تراجعًا ظاهريًا أكثر منه حقيقيًا، حيث يواجه الرئيس الأمريكي ضغوطًا متزايدة من الداخل، خصوصًا من الحزب الجمهوري، في حين يبدي الديمقراطيون استياءً شديدًا إزاء قراره نشر قوات الحرس الوطني في واشنطن.

وذكر المحلل السياسي محمد نور أن ترامب يتعرض لضغوط أوروبية متعلقة بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، وبالأخص مقترحات تبادل الأراضي، مما يضعه في موقف من التردد والتناقض في مواقفه وتصريحاته.

وأضاف نور أن الدعم الأمريكي لخطة نتنياهو مستمر، وأن تصريحات "التراجع" تأتي ضمن محاولة لتهدئة الضغوط السياسية داخليًا وخارجيًا.

وأشار إلى تأكيد ترامب بأن حماس لن تبقى في قطاع غزة، معتبراً ذلك تمهيدًا لعمليات عسكرية واسعة من قبل إسرائيل تهدف في النهاية إلى تهجير الفلسطينيين نحو الحدود المصرية، وليس مجرد تغيير سياسي في الموقف الأمريكي، إذ إن رحيل حماس عن القطاع لن يتحقق بمطلب أمريكي فقط.

تم نسخ الرابط