إيران تواجه تدهور الريال بحذف 4 أصفار.. «المركزي» يعلن خطة الإصلاح النقدي

أقرت الحكومة الإيرانية مشروع قانون يقضي بحذف 4 أصفار من العملة الوطنية، وذلك بعد تصويت أغلبية أعضائها لصالح المشروع، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا" أمس الاثنين.
ويهدف الإجراء إلى استبدال الريال الإيراني الحالي بعملة جديدة تحمل قيمة اسمية أقل، بحيث يعادل كل ريال جديد 10 آلاف ريال من العملة المتداولة حالياً، دون أن يؤثر ذلك على القيمة الشرائية الفعلية، بحسب ما أوضحته الوكالة.
حذف الأصفار بالتزامن مع تدهور قيمة الريال الإيراني
ويأتي هذا القرار في ظل تدهور حاد في قيمة الريال الإيراني أمام الدولار، حيث سجلت العملة الوطنية نحو 925 ألف ريال مقابل الدولار الواحد في السوق الموازية خلال العام الجاري، في ظل استمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، وتطبيق سياسات نقدية معقدة، إضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية، أبرزها الحرب الأخيرة التي دامت 12 يومًا مع إسرائيل.
وكان رئيس البنك المركزي الإيراني، محمد رضا فرزین، قد صرّح في شهر مايو الماضي أن حذف الأصفار يأتي ضمن إطار خطة إصلاح شاملة للنظام النقدي يتم العمل عليها بشكل جاد.
مدى تأثير حذف 4 أصفار على جوهر الاقتصاد الإيراني
من جانبه، أشار عضو لجنة الشؤون الاقتصادية في البرلمان الإيراني، حسين صمصامي، إلى أن هذه الخطوة لن تؤثر على المؤشرات الاقتصادية الجوهرية مثل النمو أو الإنتاج أو التضخم. وأضاف أن حذف الأصفار لا يضمن بالضرورة تحسن الأسعار، بل قد يؤدي إلى زيادتها من خلال تقريب القيم نحو الأعلى، ما يحمّل المواطنين أعباء مالية إضافية.
ويرى خبراء اقتصاديون أن إجراء حذف أصفار، رغم رمزيته، قد يوفر دفعة نفسية تعزز من صورة العملة الوطنية، لكنه يبقى عاجزاً عن معالجة الأسباب الجذرية للأزمة الاقتصادية دون تنفيذ إصلاحات هيكلية أعمق تشمل السياسة المالية والتجارية والحوكمة الاقتصادية.
ومع انتظار دخول القرار حيز التنفيذ، تتجه الأنظار نحو الكيفية التي ستتعامل بها البنوك والمؤسسات المالية مع العملة الجديدة، في ظل مخاوف من اضطرابات في الأسواق خلال المرحلة الانتقالية، وهو ما قد يؤثر مباشرة على ثقة المواطنين في الريال المعدّل.