اندلاع حرائق في الغابات والنباتات قرب القدس المحتلة نتيجة احتراق مركبة

أغلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلي جزءًا من الطريق رقم 44 أمام حركة المرور، في أعقاب اندلاع حريق ضخم قرب غابة اشتول بمنطقة القدس الكبرى، نتيجة احتراق مركبة وانتقال النيران إلى النباتات المجاورة.

ووفق ما أفادت به فرق الإطفاء، فقد ورد بلاغ ظهر اليوم، قرابة الساعة الثانية عشرة، حول اندلاع النيران في سيارة قرب الغابة الواقعة في تلال يهودا، وهي منطقة سبق أن تعرضت لأضرار جسيمة جراء حرائق سابقة هذا الصيف.

وأوضح مسؤول في إدارة الإطفاء أن طواقم من منطقة بيت شيمش توجّهت على الفور إلى الموقع، إلا أن ألسنة اللهب كانت قد امتدت بالفعل من جانب الطريق إلى داخل الغابة قبل وصولهم. وأُرسلت طائرات إطفاء للمساعدة في احتواء الحريق إلى جانب الجهود البرية.

وأشار المسؤول إلى أن درجات الحرارة المرتفعة، المصحوبة برياح قوية تفوق المعتاد، ساهمت بشكل كبير في سرعة انتشار النيران داخل الغابات الكثيفة.

موجة حر شديدة في القدس

وتشهد المنطقة حاليًا موجة حر شديدة، حيث بلغت درجات الحرارة في القدس اليوم 39 درجة مئوية (102.2 فهرنهايت)، مع توقعات بارتفاعها إلى 41 درجة مئوية (105.8 فهرنهايت) يومي الأربعاء والخميس، ما يزيد من صعوبة السيطرة على الحرائق.

وبحسب تقارير من جهات إنفاذ القانون، يتواجد ضباط من شرطة الحدود في موقع الحريق، يعملون على تنظيم حركة السير والحفاظ على السلامة العامة، فيما لم تُصدر الشرطة حتى الآن أي أوامر بإجلاء السكان من المناطق المجاورة.

فيما أفادت قناة "كان" الإسرائيلية بأن سلسلة الحرائق المستعرة في جبال القدس المحتلة قد اتسعت رقعتها، وامتدت إلى مناطق جديدة تشمل بيتح تيكفا، الخضيرة، وشمال إسرائيل، بالإضافة إلى منطقة موديعين، حيث اقتربت النيران من خط سكة الحديد، ما دفع السلطات إلى وقف حركة القطارات هناك بشكل فوري.

وذكرت التقارير بأن ألسنة اللهب باتت تقترب من المباني السكنية في منطقة بيت شيمش، مما أثار حالة من القلق الشديد بين السكان.

وخلال مداخلة هاتفية مع القناة، أوضح شمعون آران، المحلل السياسي، أن بداية هذه الحرائق الضخمة تم رصدها في خمس نقاط رئيسية في جبال القدس، وتحديدًا في مناطق نافيه، شالوم 1، مفترق باخليف، ميلاتسيونس، متنزه كندا، بالإضافة إلى امتدادها على طول الطريقين السريعين رقم 1 ورقم 45.

وأشار آران إلى أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو يعقد حاليًا اجتماعًا طارئًا مع القيادات الأمنية لبحث التطورات المتسارعة في مواجهة هذه الحرائق، والتي وصفها بأنها "غير طبيعية" نظرًا لطريقة اندلاعها المفاجئة واتساعها السريع.

كما تم إجلاء سكان بلدة واحة السلام في محيط القدس كإجراء احترازي، فيما لا يزال بعض سكان المناطق المتضررة في الخضيرة وبيتح تيكفا يرفضون مغادرة منازلهم، رغم اقتراب النيران، وسط جهود متواصلة من السلطات لإقناعهم بالإخلاء حفاظًا على سلامتهم.

تأتي هذه الحرائق في ظل موجة حر شديدة تشهدها البلاد، ما يزيد من صعوبة السيطرة على النيران ويزيد المخاوف من توسعها إلى مناطق أخرى خلال الساعات المقبلة.