جمال شقرة: الإخوان تآمروا مع قوى خارجية لضرب استقرار مصر|فيديو

أكد الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أن جماعة الإخوان الإرهابية لم تكن يومًا حريصة على القضايا الوطنية المصرية، بل لعبت دورًا متكررًا في خدمة أجندات خارجية على حساب مصلحة الوطن، مستندًا في ذلك إلى وثائق تاريخية دامغة.
جاءت تصريحات جمال شقرة، خلال لقائه ببرنامج "مساء جديد" المذاع عبر قناة المحور الفضائية، حيث استعرض محطات تاريخية تكشف تواطؤ الجماعة مع قوى أجنبية منذ نشأتها وحتى اليوم، مؤكدًا أن الإخوان يمثلون نموذجًا للحركة الأيديولوجية التي تُستخدم كأداة لهدم الدول.
وثائق بريطانية تكشف التآمر
أوضح جمال شقرة أن الجماعة لعبت دورًا سلبيًا خلال مفاوضات الرئيس جمال عبد الناصر مع بريطانيا بشأن اتفاقية الجلاء، حيث حاولت تقديم نفسها كبديل سياسي عبر التفاوض المباشر مع المستشار البريطاني "إيفنز"، في وقت كانت مصر تحقق إنجازًا تاريخيًا بطرد الاحتلال.
وأشار جمال شقرة إلى أن هذه الواقعة موثقة في الأرشيف البريطاني، وتُظهر أن الإخوان تحركوا ضد مصلحة مصر، بعدما فشلوا في استغلال ثورة 23 يوليو لركوب موجتها والسيطرة على السلطة.
الرهان على القوى الدولية
لفت جمال شقرة إلى أن الجماعة عُرفت تاريخيًا بانتهازيتها السياسية، حيث تنتقل في تحالفاتها وفقًا لمصالحها، فبعد أن راهنت على بريطانيا، تحولت لاحقًا إلى الولايات المتحدة عقب تراجع النفوذ البريطاني بعد أزمة السويس عام 1956.
واستشهد جمال شقرة بكتابات قيادات أمنية ومؤرخين، مثل اللواء فؤاد علام، التي وثّقت ارتباط الإخوان بعلاقات مع وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA)، وهو ما يؤكد أن الجماعة كانت دومًا أداة بيد قوى خارجية.
المظاهرات ضد عبد الناصر
كشف جمال شقرة أن الجماعة لم تكتفِ بالتآمر السياسي، بل نظمت مظاهرات عنيفة ضد الرئيس عبد الناصر عقب توقيع اتفاقية الجلاء، وصلت إلى حد استخدام ألفاظ واتهامات غير مسبوقة، منها وصفه بـ"اليهودي" و"المتآمر الصهيوني".
وأوضح جمال شقرة أن المرشد العام للجماعة حينها فرّ إلى سوريا، حيث واصل التحريض ضد القيادة المصرية من دمشق، مما دفع عبد الناصر للتدخل دبلوماسيًا لدى النظام السوري لتنبيههم إلى خطورة ما يجري.
رفض القومية العربية
أشار جمال شقرة إلى أن الإخوان رفضوا القومية العربية، معتبرين إياها مشروعًا مرحليًا يمكن القبول به مؤقتًا فقط حتى تتحقق "الخلافة الإسلامية" التي يسعون لإقامتها.
وأضاف جمال شقرة أنهم اتخذوا مواقف سلبية تجاه الدولة المدنية والأحزاب السياسية والديمقراطية، ما يعكس عداءهم لأي نظام سياسي وطني مستقل لا يتماشى مع أيديولوجيتهم.
الأيديولوجيا في خدمة الأجندات
أكد جمال شقرة أن الإخوان عبارة عن حركة سياسية ذات غطاء ديني، تستغل الدين لأهداف سياسية، وتتحالف مع قوى خارجية لتنفيذ مخططاتها، وهو ما تكرر في أكثر من محطة تاريخية موثقة.
ولفت جمال شقرة إلى أن القضايا المرتبطة بسيد قطب، على سبيل المثال، تضمنت آلاف الصفحات من الوثائق التي تشير بوضوح إلى علاقة الجماعة بجهات خارجية، وإلى مساعيها لهدم مؤسسات الدولة، بما في ذلك مشاريع استراتيجية مثل القناطر الخيرية.

خلاصة وتحذير للمستقبل
اختتم جمال شقرة حديثه بالتأكيد على أن تاريخ الإخوان مليء بالعمالة السياسية والتآمر على الدولة المصرية، وأن فهم هذا التاريخ ضرورة لمواجهة محاولاتهم المستمرة لاختراق المجتمع وضرب استقراره.
وشدد جمال شقرة على أن الوثائق التاريخية ليست مجرد سرد للماضي، بل هي تحذير للأجيال القادمة من إعادة تكرار الأخطاء، وضرورة اليقظة أمام أي تحالفات مشبوهة تهدد الأمن القومي المصري.