عاجل

جمال شقرة يكشف تاريخ تمويل بريطانيا لجماعة الإخوان منذ تأسيسها|فيديو

الدكتور جمال شقرة
الدكتور جمال شقرة

كشف الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، عن تفاصيل خطيرة تتعلق ببدايات جماعة الإخوان المسلمين، مؤكداً أن بريطانيا كانت الممول الرئيسي للجماعة منذ تأسيسها عام 1928 على يد حسن البنا في مدينة الإسماعيلية.

وأوضح جمال شقرة، في لقاء مع برنامج "مساء جديد" المذاع على قناة المحور، أن الجماعة ظهرت في البداية تحت غطاء دعوي، رافعة شعار الإصلاح الديني والاجتماعي، إلا أن دخولها السريع إلى معترك السياسة كشف عن طبيعتها الحقيقية وأهدافها البعيدة عن مجرد الدعوة أو الإصلاح.

القوى السياسية الوطنية

وتابع جمال شقرة: "بمجرد انخراط الإخوان في العمل السياسي، اصطدموا بكل القوى الوطنية على الساحة في ذلك الوقت، وعلى رأسها حزب الوفد، إضافة إلى أحزاب أخرى وحركات طلابية ذات توجهات أيديولوجية مختلفة".

وبيّن جمال شقرة أن شباب الإخوان كانوا يطاردون نشطاء الأحزاب الوطنية في الشوارع والجامعات، الأمر الذي خلق حالة من التوتر والصدام الدائم، مؤكداً أن الجماعة اتخذت موقفاً عدائياً من جميع التيارات السياسية الوطنية منذ سنواتها الأولى.

الانشقاق داخل صفوف الجماعة

أشار جمال شقرة إلى أن أول انشقاق حدث داخل الإخوان جاء مبكراً جداً، ورغم محاولة قيادات الجماعة التقليل من شأنه بوصفه "عتاباً بين الأحبة"، إلا أن الواقع كان مختلفاً، فالمنشقون انتقدوا حسن البنا مباشرة، متهمين إياه بعدم تنفيذ الأهداف التي أعلن عنها في البداية، وعلى رأسها الإعداد العسكري والتدريب على السلاح في منطقة المقطم.

 وواصل جمال شقرة: "طالب هؤلاء المنشقون بالسماح لهم بتنفيذ عمليات عنف واغتيالات، معتبرين أن الوقت قد حان لـ"إراقة الدماء" واستهداف النساء غير المحجبات ورشهن بالحبر الأسود، وهو ما يعكس الفكر المتطرف الذي بدأ يتغلغل في الجماعة منذ نشأتها."

تطرف وممارسات عدائية

وكشف جمال شقرة أن الجماعة لم تكتفِ بالصدام مع الأحزاب، بل اتخذت مواقف عدائية حتى من المظاهرات الوطنية، إذ كان بعض أعضائها يهاجمون النساء المشاركات في التظاهرات بدعوى أنهن متبرجات، بل وصل الأمر إلى تصوير بعضهن مع جنود إسرائيليين واستخدام تلك الصور كذريعة للهجوم عليهن سياسياً.

وأضاف جمال شقرة أن هذه الممارسات كانت جزءاً من استراتيجية الإخوان لفرض هيمنتهم الفكرية بالقوة على الشارع المصري، وهو ما جعلهم في مواجهة مباشرة مع الحركة الوطنية بمختلف أطيافها.

بريطانيا والإخوان .. علاقة مصالح

وأوضح جمال شقرة أن التمويل البريطاني للجماعة لم يكن من قبيل الصدفة، بل كان جزءاً من سياسة استعمارية تهدف إلى إضعاف الحركة الوطنية المصرية، عبر دعم تيارات دينية يمكن استخدامها لمواجهة الأحزاب العلمانية والقومية.

وأكد جمال شقرة أن هذه العلاقة كانت مبنية على المصالح المتبادلة؛ فبريطانيا وجدت في الإخوان أداة مناسبة لتقويض الوحدة الوطنية، بينما وجدت الجماعة في الدعم البريطاني وسيلة لتعزيز نفوذها الميداني والتنظيمي.

<strong>الدكتور جمال شقرة</strong>
الدكتور جمال شقرة

قراءة وتحذير للمستقبل

اختتم جمال شقرة حديثه بالتأكيد على ضرورة دراسة تاريخ جماعة الإخوان بعمق، خاصة أن أنماط العنف والتطرف التي مارستها في بداياتها لا تزال حاضرة في فكرها وممارساتها حتى اليوم.

وشدد جمال شقرة على أن فهم هذه الجذور التاريخية يساعد على إدراك خطورة الجماعة على استقرار الدول والمجتمعات، مشدداً على أهمية الوعي الوطني في مواجهة محاولات اختراق الصف الداخلي تحت شعارات دينية زائفة.

تم نسخ الرابط