عمرو فاروق: الإخوان الإرهابية يسعون لتفكيك الهوية المصرية والعربية|فيديو

كشف عمرو فاروق، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، عن أبعاد المخطط الذي تتبعه جماعة الإخوان الإرهابية لضرب استقرار الدولة المصرية وتغيير طبيعتها المتجذرة عبر التاريخ، مؤكداً أن الجماعة تحاول منذ نشأتها هدم المفاهيم الوطنية وإحلال أفكارها الأيديولوجية محلها، في إطار خطة ممنهجة تستهدف المجتمع المصري والعربي على حد سواء.
هدم المفاهيم الوطنية
جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية لـ عمرو فاروق في برنامج "مساء جديد" المذاع عبر قناة المحور الفضائية، حيث استعرض تاريخ الجماعة وتحولاتها الفكرية والتنظيمية على مدار العقود الماضية، موضحاً أن مصر كانت دائماً بمثابة المرجعية السياسية والثقافية للعالم العربي، وهو ما دفع الإخوان إلى محاولة تفكيك هذا الدور التاريخي.
مصر بلا طائفية أو عرقية
أكد عمرو فاروق أن المجتمع المصري يتميز بطبيعته المتسامحة والخالية من النزعات الطائفية أو العرقية، حيث يعيش الشعب المصري في إطار "فقه الدولة" ويتعايش مع مكوناتها المتنوعة في انسجام، مشيراً إلى أن هذا النموذج الفريد مثّل عائقاً أمام الجماعة التي سعت إلى كسره عبر طرح بدائل فكرية وتنظيمية تخدم مصالحها.
وأوضح عمرو فاروق أن حسن البنا، مؤسس الجماعة، استغل هذا الواقع التاريخي لمصر، فحوّل أفكار الدعوة الدينية إلى تنظيم أيديولوجي مغلق، ثم إلى هيكل تنظيمي هرمي، وصولاً إلى إنشاء "الجهاز الخاص" أو ما أطلق عليه "جيش الإسلام"، وهو الذراع العسكرية التي استخدمتها الجماعة لتنفيذ أهدافها.
الدور الوظيفي للإخوان
أشار عمرو فاروق إلى أن قراءة تاريخ جماعة الإخوان تكشف أن لها دوراً وظيفياً في كل مرحلة تاريخية، يتمثل في هدم مفهوم الدولة الوطنية وتفكيك فكرة القومية العربية، لافتاً إلى أن هذا المخطط أخذ أبعاداً جديدة منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي.
وأوضح عمرو فاروق أن الفترة من 1975 حتى منتصف التسعينيات، وتحديداً في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، شهدت تركيز الجماعة على تغيير هوية المجتمع العربي والمصري من خلال ما سُمّي بـ"جيل الصحوة"، الذي بدأ يرفع صوته ويتحدى العادات والتقاليد الاجتماعية، مروجاً لفكرة أن هذه التقاليد جزء من الشريعة، وأنها تمثل الإسلام الوسطي المعتدل.
جيل الصحوة وتغيير الهوية
لفت عمرو فاروق إلى أن جيل الصحوة لعب دوراً محورياً في التمهيد لتغيير هوية المجتمع العربي، حيث عمل على إعادة تعريف المفاهيم الدينية والاجتماعية بما يتناسب مع أيديولوجية الجماعة، وهو ما انعكس بشكل واضح على النسيج الاجتماعي والثقافي.
وأشار عمرو فاروق إلى أن هذه التحركات لم تقتصر على مصر فقط، بل امتدت لتشمل المجتمعات العربية، بهدف خلق بيئة فكرية جديدة تتماشى مع مشروع الإخوان لإعادة صياغة المنطقة.
تفكيك القومية العربية
أكد عمرو فاروق أن أحد أبرز أهداف الإخوان كان ولا يزال يتمثل في تفكيك القومية العربية، التي كانت تمثل رابطاً سياسياً وثقافياً بين الشعوب العربية، موضحاً أن ضرب هذا الرابط يسهل على الجماعة فرض رؤيتها الأيديولوجية وتوسيع نفوذها الإقليمي.
واعتبر عمرو فاروق أن هذه السياسة الممنهجة تسعى إلى خلق حالة من الانقسام والاضطراب داخل المجتمعات، ما يتيح للإخوان فرصة أكبر للسيطرة على المشهد السياسي والاجتماعي.

مصر كمرجعية تاريخية
اختتم عمرو فاروق مداخلته بالتأكيد على أن مصر، برصيدها التاريخي والثقافي ودورها المحوري في المنطقة، ستظل عصية على محاولات الجماعة لتغيير هويتها أو ضرب استقرارها، مشدداً على أن وعي الشعب المصري وإدراكه لطبيعة هذه المؤامرات يمثلان خط الدفاع الأول في مواجهة هذه المخططات.
وذكر عمرو فاروق أن التاريخ أثبت أن مصر قادرة على حماية كيانها الوطني، والحفاظ على نموذجها الفريد في التعايش والتنوع، مهما بلغت شدة التحديات أو خطورة المخططات.