أيمن الرقب: إعلام غزة يتحدى الحصار وينشر للعالم مشاهد الجرائم الإسرائيلية

قال الدكتور أيمن الرقب، الخبير في الشأن الفلسطيني، إن الصحافة الفلسطينية، رغم ضعف الإمكانيات المادية والتقنية في غزة، نجحت في تخطي كل العوائق التي فرضها الاحتلال، وتمكنت من نقل الصورة الحقيقية لمعاناة الشعب الفلسطيني وجرائم الحرب الإسرائيلية إلى العالم.
الإعلام الفلسطيني شوكة
وأشار أيمن الرقب، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "مساء جديد"، المذاع عبر قناة المحور الفضائية، إلى أن تقارير الصحافة الدولية، ومنها صحيفة نيويورك تايمز، لعبت دوراً بارزاً في كشف الانتهاكات، الأمر الذي أثار غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدرجة تهديده بمقاضاة الصحيفة.
وأوضح أيمن الرقب أن الاحتلال يعتبر الإعلام الفلسطيني شوكة في حلقه، إذ أنه يفضح جرائمه في مختلف المراحل، ما يدفعه لاستهداف الصحفيين في محاولة فاشلة لإسكاتهم وكسر إرادة الشعب الفلسطيني في المقاومة والصمود.
وصول وفد حماس إلى القاهرة
توقف أيمن الرقب عند تزامن اغتيال الصحفيين مع وصول وفد من حركة حماس، برئاسة القيادي خليل الحية، إلى القاهرة، مؤكدًا أن دخول الوفد إلى مصر يعكس موقف القاهرة كدولة كبرى لا تنجر وراء المهاترات السياسية، حتى لو كانت هناك تصريحات أو مواقف سابقة من بعض قيادات الحركة تمثل تحريضاً أو إساءة لمصر.
وبيّن أيمن الرقب أن مصر تتعامل من منطلق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، متجاوزة أي خلافات أو تصريحات استفزازية، وتركز على هدف أساسي هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بما يوقف نزيف الدم ويحمي المدنيين في غزة.
وساطة مصرية - قطرية لمنع الدمار
أشار أيمن الرقب إلى أن القاهرة، بالتنسيق مع الدوحة، تتحرك بجدية لوقف العدوان الإسرائيلي ومنع خطط نتنياهو الرامية لاحتلال ما تبقى من قطاع غزة. ووفق الرقب، فإن نحو 80% من القطاع محتل عملياً، فيما تستهدف إسرائيل الكتلة السكانية الكبرى المتبقية، ما يهدد بوقوع مجازر جديدة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سريع.
وذكر أيمن الرقب أن التحركات المصرية-القطرية تجري بالتعاون مع واشنطن وتل أبيب، للوصول إلى صيغة تفاهم توقف القتال، وهو ما يعتبر خطوة مهمة في ظل التصعيد العسكري واستمرار استهداف المدنيين والبنية التحتية في القطاع.

الموقف ورسالة إلى العالم
اختتم أيمن الرقب بالتأكيد على أن اغتيال الصحفيين الفلسطينيين يمثل رسالة واضحة من الاحتلال بأنه يخشى الكلمة والصورة أكثر من الرصاص، وأن مواجهة هذه السياسة تتطلب تضامناً دولياً واسعاً ودعماً حقيقياً لحرية الصحافة.
وشدد أيمن الرقب على أن الموقف المصري في هذا الظرف يعكس مسؤولية تاريخية في حماية الشعب الفلسطيني والسعي لإنهاء العدوان، مشيراً إلى أن التاريخ سيسجل لمصر قدرتها على الفصل بين الخلافات السياسية والمصلحة القومية العليا.