عاجل

تاريخ أسود: الإخوان بين الإرهاب والتجسس منذ 1948|فيديو

تاريخ الأخوان الدموي
تاريخ الأخوان الدموي

استعرض برنامج "مساء جديد"، المذاع عبر قناة المحور الفضائية، تاريخ جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها في عشرينيات القرن الماضي وحتى الوقت الراهن، مسلطاً الضوء على مسار طويل من العنف السياسي والعمليات التخريبية.

 الجماعة والعمليات التخريبية

 وأوضح التقرير أن اسم الجماعة ارتبط، منذ نشأتها، بسلسلة من الأحداث الدامية التي استهدفت شخصيات سياسية وعسكرية وقضائية بارزة، بدءاً من رؤساء الوزراء وصولاً إلى القضاة وضباط الجيش والشرطة.

ووفق ما عُرض في البرنامج، فإن فكر الجماعة كان يحمل منذ البداية ملامح التطرف والانغلاق، مع تبني خطاب ديني مسيس يسعى للهيمنة على السلطة بأي وسيلة، حتى لو كانت عبر الاغتيال أو المؤامرات السياسية، وبيّن التقرير أن مواقف هؤلاء المسؤولين ضد مشروع الإخوان وسياساتهم كانت كافية لجعلهم أهدافاً مباشرة للتصفية الجسدية.

اغتيالات سياسية تهز الدولة

أشار التقرير إلى أن مرحلة الأربعينيات شهدت أولى عمليات الاغتيال الكبرى التي نفذتها الجماعة، وكان أبرزها اغتيال رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي عام 1948، بعد قراره بحل الجماعة وحظر نشاطها، ولم يقتصر الأمر على النقراشي، بل امتد إلى محاولات اغتيال شخصيات سياسية أخرى رفضت التماهي مع أجندة الإخوان.

كما تطرقت الحلقة إلى حادثة اغتيال القاضي أحمد الخازندار، الذي أصدر أحكاماً قضائية ضد عناصر من الجماعة، ما جعله هدفاً لما وصفته بعض الوثائق بـ"القصاص الثوري" الذي تبنته التنظيمات الخاصة داخل الإخوان، فيما وأوضحت الوثائق أن هذه العمليات لم تكن ردود فعل فردية، بل جاءت نتيجة تخطيط منظم وأوامر مباشرة من قيادة الجماعة.

النشاط السري وشبكات التجسس

أكد التقرير أن خطورة الإخوان لم تتوقف عند حدود الاغتيالات، بل امتدت إلى العمل السري وإنشاء شبكات تجسس تخدم مصالح قوى أجنبية معادية. وأظهرت الوثائق التي عُرضت أن الجماعة كانت تنسق أحياناً مع أطراف خارجية، بهدف جمع المعلومات أو زعزعة الاستقرار الداخلي.

كما كشف البرنامج أن هذه الأنشطة كانت تتم تحت غطاء العمل الدعوي والخيري، وهو ما منح الجماعة قدرة على التغلغل في المؤسسات والمجتمعات المحلية، واستغلال الثقة لكسب المعلومات أو التأثير على القرارات السياسية. وأكدت الشهادات أن هذه الشبكات لعبت دوراً في تسريب معلومات حساسة خلال فترات الصراع الإقليمي، ما شكل تهديداً مباشراً للأمن القومي.

دعم الفوضى وخيانة الأوطان

أبرز البرنامج أن الإخوان لم يترددوا في استغلال الأزمات الوطنية لفرض نفوذهم، حتى لو كان ذلك على حساب سيادة الدولة ووحدة أراضيها، ففي فترات الاضطراب السياسي، كان التنظيم يضاعف من تحركاته الميدانية ويزيد من خطاباته التحريضية، مستهدفاً إضعاف مؤسسات الدولة وفتح الباب أمام تدخلات خارجية.

وأشار التقرير إلى أن هذه الممارسات كانت تترافق مع تحالفات مشبوهة مع أطراف سياسية أو جماعات مسلحة، في الداخل والخارج، لتبادل المصالح أو تسهيل تنفيذ عمليات مشتركة، مؤكدًا أن هذا النهج يعكس فلسفة براغماتية متطرفة، تضع مصلحة التنظيم فوق مصلحة الوطن، وهو ما تكرر في أكثر من دولة عربية شهدت نشاطاً للجماعة.

تاريخ الأخوان الدموي 
تاريخ الأخوان الدموي 

من الماضي إلى الحاضر: استمرارية النهج

اختتم "مساء جديد" استعراضه بالتأكيد على أن سجل الإخوان الدموي لم يتوقف مع تغير العصور أو تبدل القيادات، بل استمر بنفس الأسلوب القائم على العنف والمؤامرات، موضحه أن الجماعة، رغم محاولاتها تجميل صورتها عبر الإعلام أو الخطاب السياسي المعتدل، لا تزال تحتفظ بالبنية التنظيمية التي تسمح لها بالتحرك السري وتنفيذ أجنداتها الخفية.

وشدد التقرير على أن فهم تاريخ الإخوان هو الخطوة الأولى للتصدي لمخططاتهم المستقبلية، مؤكداً أن الوعي الشعبي والمؤسسي بخطورة التنظيم هو السلاح الأهم في مواجهة امتداداته، كما دعا إلى دراسة التجربة التاريخية مع الجماعة بعمق، لاستخلاص الدروس وضمان عدم تكرار الأخطاء التي سمحت لها بالتغلغل في مفاصل الدولة في الماضي.

تم نسخ الرابط