«العقاد يحذر من 80 عامًا».. يوسف الحسيني: تخريب الداخل المصري لخدمة الصهيونية

كشف الإعلامي يوسف الحسيني، وثائق تاريخية للكاتب والمفكر الكبير عباس محمود العقاد، تؤكد وجود ارتباط بين أهداف الاحتلال الإسرائيلي وسلوك جماعة الإخوان الإرهابية.
أهداف الاحتلال الإسرائيلي
وأوضح يوسف الحسيني، خلال تقديمه برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، أن العقاد أشار إلى أن بداية الفساد في فلسطين ارتبطت بموجات الهجرة المنظمة من أوروبا الشرقية ومن مناطق مختلفة حول العالم إلى الأراضي الفلسطينية التي كانت تحت الانتداب البريطاني، وهو ما اعتبره مؤشراً بالغ الخطورة يستحق التحليل.
وبيّن يوسف الحسيني أن المهاجرين اليهود بدأوا بتشكيل تجمعات صغيرة تُعرف بـ"الكوميونات"، والتي تطورت لاحقاً إلى ما يُسمى بـ"الكيبوتزات" أو المستوطنات، حيث تسلحوا وبدؤوا في الاعتداء على السكان الفلسطينيين، وحرق المزارع، والاستيلاء على الأراضي بالقوة، في إطار خطة ممنهجة لفرض واقع استيطاني جديد.
مصر وحدها في المواجهة
أشار يوسف الحسيني إلى أن هناك تصوراً شائعاً بأن الجيوش العربية خاضت حرباً ضد العصابات الصهيونية قبل عام 1948، لكن العقاد أوضح في وثائقه أن الجيش المصري كان في الواقع القوة الأساسية التي واجهت هذه العصابات على أرض المعركة.
وأضاف يوسف الحسيني أن العقاد تساءل بشكل استنكاري: "هل كان هناك جيوش أخرى غير الجيش المصري؟"، في إشارة إلى غياب الفعل العسكري المؤثر من بقية الدول العربية آنذاك.
التخريب الداخلي وأسلوب الإخوان
وتابع يوسف الحسيني: "بينما كانت مصر تخوض معركة وجودية ضد العصابات الصهيونية على الجبهة، كانت البلاد تواجه في الوقت نفسه عمليات تخريب ممنهجة في الداخل، استهدفت مدنها الكبرى وعواصم المحافظات، الأمر الذي أضعف الجبهة الداخلية وشوّش على مجهود الدولة الحربي".
وفقاً لما عرضه يوسف الحسيني، أكد العقاد أن المثير للدهشة أن أي مصلحة صهيونية داخل مصر لم تتضرر جراء هذه العمليات التخريبية، ما يثير الشكوك حول دوافع منفذيها، فضًلا عن أن هذا النمط من التخريب، الذي يفتعل الفوضى في وقت مواجهة العدو الخارجي، يشبه تماماً أسلوب جماعة الإخوان الإرهابية في العصر الحديث، مستشهداً بتصريحات بعض قياداتهم التي رحبت ضمناً بأي مكاسب إسرائيلية إذا كانت ستؤدي إلى إضعاف الدولة المصرية.
رؤية العقاد بعد ثمانية عقود
وأشار يوسف الحسيني إلى مثال حديث على هذا الفكر، وهو ما قاله محمد الهامي حين اعتبر أن اجتياح إسرائيل لشبه جزيرة سيناء واحتلالها يُعد "نجاحاً للثورة"، وهو ما يعكس خطورة العقلية التي تربط الإنجاز السياسي بإلحاق الضرر بالدولة.
أبرز يوسف الحسيني أن العقاد كتب هذه التحليلات قبل أكثر من ثمانين عاماً، ومع ذلك لا تزال صالحة لفهم بعض ممارسات الجماعات المتطرفة اليوم، فقد أوضح العقاد أن السؤال والجواب في مسألة التخريب الداخلي وحماية المصالح الصهيونية داخل مصر "كلاهما موضع نظر"، وهو ما يستدعي مزيداً من التأمل والتفكير في هوية الأطراف المستفيدة من هذه الأفعال.
الحسيني: قراءة التاريخ ضرورة
وزاد يوسف الحسيني في تحليله بأن العودة إلى شخصية مؤسس جماعة الإخوان تكشف الكثير عن الأهداف الحقيقية للجماعة، وأسباب انخراطها في مخططات تتقاطع مع مصالح أعداء الأمة. فالعقاد، بشهادته الموثقة، لم يكن يتحدث عن مجرد اختلاف سياسي، بل عن بنية فكرية وتنظيمية تسمح بتقاطع المصالح بين الإخوان والصهاينة.
اختتم يوسف الحسيني عرضه بالتأكيد على أن إعادة قراءة التاريخ من خلال وثائق العقاد تمثل ضرورة وطنية، ليس فقط لتوثيق الماضي، بل لفهم الحاضر وتفادي تكرار الأخطاء، لافتًا إلى أن ما كشفه العقاد يثبت أن التخريب الداخلي أثناء مواجهة عدو خارجي لم يكن أمراً عفوياً، بل كان نتاج تخطيط منظم يهدف إلى إضعاف الدولة من الداخل لصالح قوى الاحتلال.

إعادة قراءة التاريخ
وشدد يوسف الحسيني على أن التاريخ لا يرحم، وأن الوثائق الصادقة تظل شاهداً على الحقائق مهما حاولت جماعات التضليل إخفاءها، مشيرًا إلى أن كلمات العقاد منذ ثمانية عقود تحمل اليوم نفس الدلالات التي حملتها آنذاك، في مواجهة الفكر المتطرف والتحالفات الخفية التي تهدد الأمن القومي المصري والعربي.