يوسف الحسيني يكشف بالأدلة الوثائقية ارتباط الإخوان بالصهاينة بـ«شهادة العقاد»

سلّط الإعلامي يوسف الحسيني، الضوء على وثائق تاريخية كتبها الأديب والمفكر الكبير عباس محمود العقاد، تثبت العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والصهاينة الإسرائيليين.
الإخوان المسلمين والصهاينة
وأوضح الحسيني، خلال تقديمه برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، أن العقاد، الذي كان يحظى بتقدير حتى من خصومه، لم يتردد في كشف الحقائق الموثقة عن ممارسات الإخوان في حق مصر خلال حقبة حساسة من تاريخها.
وأشار يوسف الحسيني إلى أن الإخوان كانوا في أوقات سابقة يهاجمون الدكتور طه حسين ويكيلون له الاتهامات، بينما يمدحون العقاد بوصفه "الكاتب والمفكر السني"، منتقدًا هذا التصنيف المذهبي، مؤكدًا أن الكاتب أو المفكر يُقيَّم بفكره وإبداعه لا بانتمائه الديني أو المذهبي.
العقاد يفضح ممارسات مشبوهة
استعرض يوسف الحسيني نصوصًا من كتاب العقاد "الصهيونية وقضية فلسطين"، وتحديدًا الفصل الذي حمل عنوان "خدام الصهيونية"، والذي أرخ فيه لحوادث شغب وقعت في مصر عقب زحف الجيش المصري إلى فلسطين.
وأوضح يوسف الحسيني أن هذه الحوادث، التي تضمنت إلقاء قنابل في العاصمة وبعض المدن الكبرى، لم تصب أي صهيوني أو يهودي، بل استهدفت الحراس المصريين أو المارة، ومعظمهم من أصدقاء القضية العربية.
أصدقاء القضية العربية
كما أشار يوسف الحسيني إلى أن الممتلكات التي تضررت كانت مؤمَّنة، وأن أصحابها كانوا يحصلون على تعويضات من شركات التأمين المصرية، مما تسبب في خسائر لهذه الشركات، وهو ما اعتبره العقاد عملاً مقصودًا لتخريب الاقتصاد الوطني.
بحسب ما نقله يوسف الحسيني عن العقاد، فإن هذه الأفعال لم تكن عشوائية، بل كانت مدروسة بحيث تصيب شركات التأمين المصرية بالضرر المالي، دون أن تمس مصالح الصهاينة، كما أكد العقاد أن هذه الممارسات كانت تنفذ بوعي كامل من منفذيها، وهو ما يثير تساؤلات حول المستفيد الحقيقي منها، خاصة في ظل الحرب التي كانت تخوضها مصر ضد العصابات الصهيونية في فلسطين.
"فتنة إسرائيلية" ومقارنة لافتة
وبيّن أن الخسائر الناتجة عن هذه الأعمال كانت تصب في مصلحة شركات التأمين الأجنبية أو الإسرائيلية على حساب المصرية، وهو ما اعتبره خيانة مباشرة لمصالح الوطن.
في فصل آخر من كتابه، تحت عنوان "فتنة إسرائيلية"، وصف يوسف الحسيني جماعة الإخوان بأنها أقرب في تنظيمها ودعواتها إلى الجماعات الإسرائيلية والمجوسية، ورأى أن أوجه التشابه في التخطيط والتنظيم بين الإخوان والصهاينة ليست محض صدفة، بل مؤشر على وجود مصالح مشتركة أو أهداف متقاطعة.
الحسيني: التاريخ لا يرحم
وتساءل العقاد، كما نقل يوسف الحسيني ، عن الجهة المستفيدة من إثارة الفتن داخل مصر في وقت كانت تقف فيه على الجبهة لمواجهة الاحتلال الصهيوني لفلسطين، مضيفًا أن هذه الفتن لم تكن إلا خنجراً في ظهر الدولة المصرية، التي كانت تخوض حربًا مصيرية ضد عدو خارجي.
اختتم يوسف الحسيني حديثه بالتأكيد على أن ما كتبه العقاد قبل أكثر من 80 عامًا لا يزال صالحًا لفهم الواقع السياسي والفكري في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بعلاقات جماعة الإخوان المشبوهة وتحالفاتها غير المعلنة. وأوضح أن قراءة التاريخ بعين ناقدة تكشف حجم التناقض بين الشعارات التي ترفعها الجماعة والممارسات الفعلية التي تخدم أعداء الأمة.

استدعاء الوثائق التاريخية
وذكر يوسف الحسيني إلى أن استدعاء الوثائق التاريخية ليس مجرد نبش في الماضي، بل هو ضرورة لتوعية الأجيال الجديدة بما جرى، حتى لا تتكرر الأخطاء نفسها، مشددًا على أن التاريخ، حين يُكتب بالصدق، يكون سلاحًا في وجه التضليل، إذ أن العقاد كان من القلائل الذين امتلكوا شجاعة مواجهة التيارات السياسية والدينية بالكلمة الحرة والحجة القاطعة.