مرض التوحد.. أسبابه وأعراضه عند الأطفال والكبار

مرض التوحد يشير إلى مجموعة واسعة من الحالات التي تتميز بتحديات في المهارات الاجتماعية والسلوكيات المتكررة والكلام والتواصل غير اللفظي.
وبحسب تقديرات لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن التوحد يؤثر على ما يقدر بنحو 1 من كل 36 طفلًا و 1 من كل 45 بالغًا.
يبدو التوحد مختلفًا بالنسبة للجميع، ولكل شخص مصاب بالتوحد مجموعة مميزة من نقاط القوة والتحديات، ويمكن لبعض المصابين بالتوحد التحدث، في حين أن آخرين غير قادرين على الكلام أو يتحدثون بشكل بسيط ويتواصلون بطرق أخرى.
وترصد "نيوز رووم" في هذا التقرير أبرز المعلومات عن مرض التوحد: أسبابه وأعراضه وكيف التعامل مع المريض.
أعراض مرض التوحد
الأعراض الأساسية لمرض التوحد هي:
التحديات المتعلقة بمهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوكيات المقيدة والمتكررة.
وفي حين أن اضطراب طيف التوحد (ASD) يبدو مختلفًا من شخص لآخر، فإن الأطباء يبحثون عند إجراء التشخيص عن عارضين أساسيين هما: مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، والسلوكيات المقيدة والمتكررة.
كما يقومون بتقييم شدة هذه الأعراض بناءً على مستوى الدعم اليومي الذي يحتاجه الشخص.
تتراوح مستويات الشدة من المستوى 1 ("يتطلب الدعم") إلى المستوى 3 ("يتطلب دعمًا كبيرًا جدًا").
هل يشفى الطفل من طيف التوحد ؟
ووفقا لموقع autismspeaks لا يوجد اختبار طبي للتوحد، مثل فحص الدم، لتشخيص اضطراب طيف التوحد (ASD)، بدلاً من ذلك، يقوم المتخصصون الطبيون ذوو الخبرة بفحص تاريخ نمو الشخص وسلوكه، وإجراء المقابلات ومراقبة الشخص وأحبائه، واستخدام أدوات الفحص والتشخيص المهنية لتشخيص الحالة.

مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي
قد يكون التواصل البصري غير مريح لبعض الأشخاص المصابين بالتوحد، لكن هذا لا يعني أنهم لا يستمعون.
قد يواجه الأطفال والبالغون المصابون بالتوحد صعوبات في التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل، وخاصة في هذه المجالات الثلاثة:
1- التفاعلات الاجتماعية
البدء في المحادثات والتناوب عليها
مشاركة الاهتمامات أو العواطف
فهم ما يفكر فيه الآخرون أو يشعرون به
2- تواصل
إجراء اتصال بالعين
فهم لغة جسد الآخرين وإيماءاتهم وتعبيرات وجوههم
تنظيم نبرة الصوت (على سبيل المثال، قد يتحدثون بصوت مرتفع للغاية، أو بهدوء شديد و/أو بصوت رتيب)
3- تطوير العلاقات والحفاظ عليها وفهمها
التعبير عن المشاعر والبحث عن الراحة العاطفية من الآخرين
تكوين صداقات واللعب مع الأقران
فهم الحدود والمساحة الشخصية
الشعور بالإرهاق في المواقف الاجتماعية
السلوكيات المقيدة والمتكررة
تعريف التحفيز
تختلف السلوكيات المقيدة والمتكررة بشكل كبير عبر الطيف، للحصول على تشخيص التوحد، يجب أن يُظهر الشخص نوعين على الأقل من هذه السلوكيات:
1- الحركات المتكررة أو اللعب أو أنماط الكلام
التحفيز ، أو القيام بحركات جسدية متكررة لتنظيم المشاعر (على سبيل المثال، التأرجح، ورفرفة اليد، والدوران، والجري ذهابًا وإيابًا)
صف الألعاب في صف واحد، وتدوير العجلات، وقلب المفاتيح بشكل متكرر
تقليد كلام شخص آخر، وتكرار الكلمات أو العبارات (المعروفة أيضًا باسم الصدى الصوتي)
2- الإصرار على التشابه والحاجة إلى الروتين
ضائقة شديدة حتى عند حدوث تغييرات صغيرة في الخطط أو الروتين
السلوكيات الطقسية (على سبيل المثال، مشاهدة نفس مقاطع الفيديو مرارًا وتكرارًا، ولمس الأشياء بشكل متكرر بترتيب محدد)
الحاجة إلى الروتين (على سبيل المثال نفس الجدول اليومي، قائمة الوجبات، الملابس، الطريق إلى المدرسة)
3- اهتمامات مكثفة ومركزة للغاية
الاهتمام الشديد أو المعرفة بموضوعات محددة وضيقة
التعلق القوي بجسم معين (مثل لعبة أو تمثال صغير)
4- فرط أو قلة الحساسية للتحفيز الحسي
الاختلافات الحسية ، مثل الحساسية غير العادية للضوء أو الصوت أو اللمس أو الملمس
عدم الإحساس بالألم أو درجة الحرارة
السلوكيات الحسية (على سبيل المثال شم أو لمس الأشياء، الانبهار البصري بالأضواء أو الحركة)
أعراض التوحد عند الرضع بالصور
بحلول 6 أشهر
ابتسامات قليلة أو معدومة أو تعبيرات دافئة ومبهجة وجذابة أخرى
اتصال محدود أو معدوم بالعين
بحلول 9 أشهر
تبادل قليل أو معدوم للأصوات أو الابتسامات أو تعبيرات الوجه الأخرى
بحلول 12 شهرًا
قليل من الثرثرة أو لا شيء
عدم وجود أي إشارات ذهابًا وإيابًا مثل الإشارة أو العرض أو الوصول أو التلويح
عدم الاستجابة للاسم أو عدم وجود استجابة تذكر
بحلول 16 شهرًا
كلمات قليلة جدًا أو لا توجد كلمات على الإطلاق
بحلول 24 شهرًا
عدد قليل جدًا أو لا يوجد عبارات ذات معنى من كلمتين (لا تشمل التقليد أو التكرار)

أسباب التوحد أثناء الحمل
وقد توصلت العديد من الدراسات الكبيرة والمدروسة إلى وجود صلة بين بعض العوامل المرتبطة بالحمل والتوحد، وتم إعادة إنتاج النتائج في دراسات لاحقة.
وبالتالي، فإن هذه العوامل صحيحة، رغم أنها لا تزيد من خطر الإصابة بالتوحد إلا قليلاً. وإذا كان من الممكن لك التقليل من هذه المخاطر، فسوف تنخفض احتمالات إنجابك لطفل مصاب بالتوحد.
استخدام الأدوية المضادة للصرع
وقد ثبت أن بعض الأدوية المضادة للصرع الشائعة، وخاصة فالبروات، تزيد من خطر الإصابة بالتوحد عندما يتناولها أحد الوالدين أثناء الحمل، وقد يزيد فالبروات على وجه الخصوص من خطر الإصابة بالتوحد بنسبة تصل إلى 10% .
استخدام مضادات الاكتئاب
ويرتبط استخدام مضادات الاكتئاب، وخاصة مثبطات السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ، أيضًا بخطر الإصابة بالتوحد.
وتدعم نتائج مراجعة منهجية وتحليل تلوي أُجريا عام 2015 زيادة خطر الإصابة بالتوحد لدى أطفال الأمهات المعرضات لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية أثناء الحمل .
تقدم سن الوالدين
تشير العديد من الدراسات الكبيرة إلى أن الآباء الأكبر سنًا هم أكثر عرضة بشكل كبير لإنجاب أطفال مصابين بالتوحد.
هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن هذه الظاهرة أكثر احتمالا عندما يكون الوالد الجيني الذكر أكبر سنا، على الرغم من وجود بعض الأدلة على أن عمر الوالد الذي يتولى الإنجاب يعد عاملاً أيضا.
أعراض التوحد للكبار
تتمثل السمات المميزة لمرض التوحد في التحديات التي تواجه مهارات التواصل الاجتماعي والسلوكيات المقيدة والمتكررة ولا يختلف الأمر عند البالغين، فيما يلي ..
- التفاعلات الاجتماعية
الشعور بالحرج في المواقف الاجتماعية
صعوبة فهم ما يفكر فيه الآخرون أو يشعرون به
يفضل أن يكون وحيدا
صعوبة تكوين صداقات
وجود صعوبة في فهم القواعد الاجتماعية
- التواصل اللفظي وغير اللفظي
صعوبة في التواصل بالعين
الرد على المحادثات بطريقة صريحة
أخذ الأمور حرفيا
-السلوكيات المتكررة و/أو التقييدية
اتباع نفس الروتين كل يوم
ملاحظة التفاصيل أو الأنماط الصغيرة التي لا يلاحظها الأقران
لدي اهتمامات مكثفة ومحددة للغاية

أعراض التوحد في عمر 7 سنوات
فقدان مهارات الكلام أو الثرثرة أو المهارات الاجتماعية المكتسبة سابقًا
تجنب الاتصال بالعين
التفضيل المستمر للعزلة
صعوبة فهم مشاعر الآخرين
تأخر تطور اللغة
التكرار المستمر للكلمات أو العبارات (اللفظ الصدوي)
المقاومة للتغييرات البسيطة في الروتين أو المحيط
مصالح محدودة
السلوكيات المتكررة (الرفرفة، التأرجح، الدوران، وما إلى ذلك)
ردود أفعال غير عادية ومكثفة تجاه الأصوات والروائح والأذواق والملمس والأضواء و/أو الألوان

هل مرض التوحد وراثي ؟
تشير الأبحاث أن مرض التوحد يميل إلى الانتشار بين أفراد العائلة، وتزعم دراسة تحليلية أجريت على 7 توائم أن 60% إلى 90% من خطر الإصابة بمرض التوحد يأتي من جينومك، وتزيد التغيرات في جينات معينة أو في الجينوم من خطر إصابة الطفل بالتوحد.
إذا كان أحد الوالدين يحمل واحدًا أو أكثر من هذه التغيرات الجينية، فقد تنتقل إلى الطفل (حتى لو لم يكن الوالد مصابًا بالتوحد)، بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن يرتبط ارتفاع خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد باضطراب وراثي، مثل متلازمة ريت أو متلازمة كروموسوم إكس الهش .
أما بالنسبة لغالبية مرضى التوحد، فإن التغييرات المتعددة في مناطق أخرى من الحمض النووي تزيد من خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد، لا تسبب غالبية هذه التغيرات في الحمض النووي التوحد بحد ذاتها ولكنها تعمل جنبًا إلى جنب مع العديد من الجينات والعوامل البيئية الأخرى للتسبب في التوحد.
إذا كنت أنت أو طفلك مصابًا باضطراب طيف التوحد، فنوصيك باستكشاف الاختبارات الجينية، يمكن أن يُظهر لك الاختبار الجيني السبب الجيني لإصابتك أو إصابة طفلك بالتوحد ويكشف عن أي طفرات جينية قد تكون مرتبطة بحالات مصاحبة خطيرة مثل الصرع.