الحوت القـاتل والمدربة الوهمية.. كيف خـدعنا الذكاء الاصطناعي ؟

قدمت الإعلامية ياسمين فتح الله، مذيعة برنامج "نيوز رووم"، تغطية خاصة حول الفيديو الذي انتشر بقوة خلال الساعات الماضية على منصات التواصل الاجتماعي، ويظهر ما قيل إنه هجوم حوت الأوركا على مدربته "جيسيكا رادكليف" أثناء عرض بحري أمام الجمهور، مما أثار ذعر الحضور وصدمة واسعة.
قصة وهمية
وأوضحت ياسمين أن الفيديو حصد آلاف المشاركات وتصدر قائمة الترند العالمي، لكنه تبين لاحقًا أن القصة بأكملها وهمية ولا أساس لها من الصحة. فقد كشفت تحقيقات ومصادر موثوقة أن "جيسيكا رادكليف" ليست مدربة أوركا معروفة أو مسجلة بأي جهة رسمية، وأن الفيديو المنتشر هو إنتاج مزيف بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مما يجعل المشاهدين يشكّلون صورة واقعية لكنه مجرد خدعة رقمية.
في توضيحات إضافية، أشار منشور متداول إلى أن حيتان الأوركا، المعروفة أيضًا باسم "الحوت القاتل"، ليست عدوانية تجاه البشر كما يُشاع، وأن هذا اللقب نابع في الأصل من قدرتها على صيد أنواع حيتان أكبر حجمًا.
تركيبة دماغية معقدة
كما ذكر المنشور أن "الأوركا" تتمتع بمستوى ذكاء عالي جدًا، حيث يزن دماغها نحو 7 كيلوغرامات، مع تركيبة دماغية معقدة تفوق باقي سلالات الدلافين في الذاكرة والتفكير.
لكن المنشور نوه بأن سلوكيات عدوانية قد تظهر من الأوركا في بيئات الأسر، سواء نتيجة اللعب أو التوتر النفسي، مستشهداً بحادثة عام 2017 التي غرق خلالها مدربة أوركا بعد أن سحبها الحوت إلى الأعماق أثناء اللعب، في إشارة إلى التأثير النفسي الذي قد تتعرض له هذه الكائنات في الأسر.
"أسوار السجن"
كما تطرق المنشور إلى أن الأوركا، حتى وإن ولدت في الأسر، تدرك وجود عالم أكبر خلف "أسوار السجن" الذي تعيش فيه، وهو ما يجعلها أحيانًا تظهر سلوكيات تشبه القلق والعدوانية التي يطورها السجناء في ظروف مشابهة، سواء تجاه البشر أو حتى تجاه بني جنسها.
واختتمت ياسمين فتح الله التغطية بالتأكيد على أن الفيديو المتداول لا يمت للواقع بصلة، وأنه مثال واضح على قدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي على إنتاج محتوى مزيف يُظهر مشاهد واقعية ولكنها مفبركة، مما يعكس خطورة انتشار الأخبار الكاذبة التي تدعمها تقنيات حديثة.
تؤكد هذه القضية مرة أخرى الحاجة الماسة إلى التدقيق والتحقق من مصادر الأخبار والمحتويات المتداولة، خاصة مع ازدياد انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي التي قد تستغل في التلاعب بالمعلومات وإنتاج مشاهد مضللة.