هجوم حوت الأوركا على المدربة جيسيكا رادكليف.. شائعة أم حقيقة؟

خلال الأسابيع الماضية أثارت قصة مثيرة جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، تزعم وفاة مدربة حيتان تدعى جيسيكا رادكليف بعد تعرضها لهجوم من حوت أوركا قاتل أثناء عرض أمام الجمهور. وانتشرت مقاطع فيديو وصور يقال إنها توثق الحادثة، مما أثار تساؤلات حول صحة القصة لكن الحقيقة كانت مختلفة تماما.
جيسيكا رادكليف شخصية وهمية بالكامل
التحقيقات الإعلامية أكدت أن جيسيكا رادكليف شخصية غير حقيقية، وأن هذه القصة لا وجود لها في الواقع.
ولم يتم العثور على أي تقارير رسمية من الشرطة أو بيانات من حدائق بحرية أو حتى إعلانات صحفية تشير إلى وقوع حادث مشابه.
وبحسب تقرير نشره موقع Vocal البريطاني، فإن بعض مقاطع الفيديو المنتشرة كانت في الأصل من إنتاج برامج الذكاء الاصطناعي، أو معدلة من لقطات قديمة تم دمجها مع مؤثرات صوتية ومرئية لإضفاء مصداقية زائفة.
أسلوب الأخبار الزائفة وراء القصة
القصة اتبعت النمط الكلاسيكي للأخبار المزيفة، والذي يعتمد على عناوين مثيرة في مواقع ومدونات مجهولة و مقاطع فيديو قديمة أو مولدة بالذكاء الاصطناعي و نشر عبر حسابات مجهولة على فيسبوك ويوتيوب مع مؤثرات درامية لزيادة التأثير العاطفي.
وهذا الأسلوب يهدف إلى جذب أكبر قدر من المشاهدات والتفاعل، حتى وإن كان المحتوى غير حقيقي.
حقيقة مخاطر تدريب الحيتان والحيوانات البحرية
رغم أن قصة جيسيكا رادكليف مجرد شائعة، فإن التدريب مع الحيتان القاتلة (الأوركا) والحيوانات البحرية عموما يحمل بالفعل مخاطر كبيرة على المدربين، إضافة إلى مخاطر بيئية.
المخاطر على الإنسان
1. الإصابات الجسدية: قد تتسبب الحيتان أو الدلافين في إصابات خطيرة عن طريق العض، أو الصدمات الجسدية، أو حتى الغرق.
2. الأمراض: يمكن لبعض الحيوانات البحرية نقل بكتيريا أو فيروسات إلى الإنسان، مما يسبب أمراض جلدية أو تنفسية.
3. المخاطر النفسية: التعامل مع حيوان ضخم وقوي مثل الأوركا قد يسبب توترًا وقلقًا مستمرين للمدربين.
المخاطر البيئية
التدريب والاستعراضات البحرية قد تؤثر سلب على البيئة البحرية، من خلال التلوث الناتج عن الأنشطة البشرية و الإضرار بسلوك الحيوانات عند إخراجها من بيئتها الطبيعية وإخضاعها للتدريب المكثف.
قصص حقيقية عن حوادث الأوركا
على الرغم من أن حادثة جيسيكا رادكليف وهمية، فإن التاريخ سجل حوادث حقيقية لهجوم حيتان أوركا على مدربيها، مثل حادثة داون برانشو في 2010 داخل حديقة SeaWorld بأورلاندو، والتي أثارت جدل عالمي حول أخلاقيات الاحتفاظ بالحيتان في الأسر.
قصة “وفاة المدربة جيسيكا رادكليف على يد حوت أوركا” مجرد شائعة مزيفة تم تضخيمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام محتوى مولد بالذكاء الاصطناعي وفيديوهات قديمة معدلة. ومع ذلك، فإن تدريب الحيتان القاتلة يبقى نشاط يحمل مخاطر حقيقية على المدربين وعلى البيئة البحرية، مما يثير تساؤلات حول استمرارية هذه العروض في المستقبل.