"نحن أصحاب الأرض" .. الحبتور: لا لوساطة الأجانب في قضايانا العربية

تساءل رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور، عن لجوء الدول عربية إلى الوساطات الأجنبية لحل خلافاتنا وصراعاتنا الإقليمية قائلًا " ألسنا نحن أصحاب الأرض، وأبناء التاريخ، والأعرف بشعوبنا وقضايانا.
وقال الحبتور في تغريدته على "إكس": أسأل نفسي دائماً: لماذا نحن كدول عربية نلجأ إلى الوساطات الأجنبية لحل الخلافات أو الصراعات في منطقتنا؟ ألسنا نحن أصحاب الأرض، وأهل التاريخ، وأدرى بشعوبنا وقضايانا؟
لدينا من الحكمة والخبرة ما يكفي لنُدير حواراتنا بأنفسنا، ولدينا من القوة والإمكانات ما يجعل كلمتنا مسموعة ومحترمة على الساحة الدولية. ولسنا قُصَّراً حتى يفرض أحد وصايته علينا؛ نحن أولى بحل مشاكل منطقتنا، ولدينا قوة تأثيرية كبيرة قادرة على أن تغيّر الموازين إذا اجتمعنا على كلمة سواء.
التجارب علمتنا أن كل وساطة أجنبية تأتي محمّلة بمصالح وأجندات خاصة، بينما مصلحة الأمة العربية يجب أن تبقى في يد قادتها وشعوبها. و الخليج العربي عبر مجلس التعاون أثبت أنه نموذج ناجح للتعاون والتكامل، يمكن البناء عليه عربياً ليكون قدوة تحتذى في حلّ الخلافات وتعزيز المصالح المشتركة.
الخلافات طبيعية، لكن الحلول الحقيقية لا تأتي إلا من الداخل. وإذا اجتمع العرب على كلمة واحدة، لن يكون هناك خلاف يستعصي على الحلّ، ولن يستطيع أحد فرض وصايته علينا.
وكان قد استنكر رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور التصريح الصادر عن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط توم باراك، والذي زعم فيه أنه "لا وجود لشيء اسمه الشرق الأوسط، بل مجرد قبائل وقرى"، معتبراً هذا القول مجافياً للحقيقة ومتجاهلاً للتاريخ العريق الذي تزخر به هذه المنطقة.
وأكد الحبتور أن الشرق الأوسط ليس مجرد مصطلح جغرافي أو سياسي طارئ، بل هو مهد الحضارات وموطن الرسالات السماوية، فمن سومر وبابل وآشور في العراق، إلى الحضارة الفرعونية على ضفاف النيل في مصر، مرورًا بفينيقيا والشام، والجزيرة العربية، وانتهاءً بظهور الدولة الإسلامية ومراكزها الكبرى، كانت هذه الأرض شاهدة على أعظم تحولات البشرية.
وأضاف أن هذه المنطقة قدّمت للعالم أول كتابة، وأول منظومة قوانين، وأولى المدن المنظمة، وأعظم الأديان التي ما زال صداها ممتداً حتى اليوم، فكيف يمكن اختزال كل هذا الإرث في عبارة سطحية مثل "قبائل وقرى"؟
وقال الحبتور في تغريدته على "إكس": أثارني تصريح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط توم باراك، الذي زعم فيه أن “لا وجود لشيء اسمه الشرق الأوسط، وأنه مجرد قبائل وقرى”، وهو قول يجافي الحقيقة ويتجاهل التاريخ العميق لهذه المنطقة.
الشرق الأوسط حقيقة راسخة وعريقة؛ هنا قامت أقدم الحضارات، من سومر وبابل وآشور في العراق، إلى مصر الفرعونية على ضفاف النيل، مروراً بفينيقيا و الشام، و الجزيرة العربية، وصولًا إلى الدولة الإسلامية بمراكزها الكبرى. هذه الأرض قدّمت للعالم أول كتابة، وأول قوانين، وأول مدينة منظمة، وأعظم الديانات. فكيف تختزل في “قبائل وقرى”؟
أما القول بأن القوميات من صناعة سايكس بيكو، فهو جهل بالتاريخ. الاتفاقية كانت مشروعاً استعماريًا لتقسيم النفوذ، لكنها لم تُنشئ هوية ولا قومية. شعوبنا قاومت الاستعمار بوعي قومي وديني متجذر، وانتزعت استقلالها بدماء أبنائها لا بقرار بريطاني أو فرنسي.
منذ آلاف السنين عرفت هذه المنطقة الدولة والسلطة والقانون، من الإمبراطوريات القديمة إلى الخلافة الإسلامية فالدولة العثمانية. لم تكن في أي يوم مجرد “تجمع قبائل”، بل كانت مركز حكم وإدارة سبقت أوروبا الحديثة بقرون.
الخلاصة: الشرق الأوسط ليس اختراعاً استعماريًا، بل هو صانع التاريخ الإنساني منذ فجر البشرية، ومهد الحضارات والعلوم والأديان. شعوب هذه المنطقة ستبقى عصية على محاولات التشويه والتبسيط.
وإذا كان هذا هو موقف المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، فماذا نتوقع منه؟ وكيف يمكن أن ننتظر منه إنصافاً أو تفهماً لقضايانا العادلة؟