دار الإفتاء: إفطار الصائمين باب واسع للأجر ومظهر من مظاهر التكافل
دار الإفتاء: إفطار الصائمين باب واسع للأجر ومظهر من مظاهر التكافل

أكدت دار الإفتاء المصرية أن إفطار الصائمين يُعد من أعظم أبواب الخير في شهر رمضان، لما فيه من ثواب كبير وأجر مضاعف، وأوضحت أن هذا الفعل المبارك لا يقتصر فقط على إطعام الفقراء والمحتاجين، بل يشمل كل صائم، سواء كان فقيرًا أو غنيًا، حيث ينال من يقدم الإفطار للصائم مثل أجره دون أن ينقص ذلك من أجر الصائم نفسه، وفقًا لما ورد في السنة النبوية الشريفة.
ثواب إفطار الصائمين في ضوء السنة النبوية
استشهدت دار الإفتاء بعدد من الأحاديث النبوية التي تبين فضل إفطار الصائم، ومنها حديث النبي ﷺ: “من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء” (رواه الترمذي)، كما جاء في بعض الروايات أن الأجر يشمل حتى من قدم للصائم تمرة أو شربة ماء، ما يدل على أن باب الأجر مفتوح لكل مسلم، بغض النظر عن قدرته المادية.
وأضافت الدار أن هذا العمل المبارك يعكس روح التعاون والتآخي بين المسلمين، ويعزز قيم التراحم والتكافل في المجتمع، حيث يحرص الكثيرون على إقامة موائد الإفطار الجماعية سواء في المنازل أو في المساجد أو من خلال موائد الرحمن التي تنتشر في مختلف المدن خلال شهر رمضان.
التكافل الاجتماعي في رمضان
وأشارت دار الإفتاء إلى أن إفطار الصائمين لا يقتصر على تقديم الطعام فقط، بل يشمل أيضًا إدخال السرور على الصائم، سواء من خلال دعوته للإفطار أو تقديم الطعام له أو حتى مشاركته الوجبة، كما أن هذا العمل يُسهم في تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى الرحمة والتعاون والتكافل بين أفراد المجتمع.
وأكدت الدار أن الإنفاق على إفطار الصائمين من الصدقات الجارية التي يُثاب عليها الإنسان حتى بعد وفاته، مشيرة إلى أن الكثير من المسلمين يحرصون على إخراج الصدقات وتقديم وجبات الإفطار في المساجد والمستشفيات ودور الأيتام وغيرها من الأماكن، وهو ما يُعد صورة مشرقة من صور التكافل الاجتماعي في الإسلام.
دعوة لتعظيم هذا العمل المبارك
وفي ختام بيانها، دعت دار الإفتاء المسلمين إلى اغتنام شهر رمضان بالإكثار من أعمال الخير، ومنها إفطار الصائمين، لما فيه من أجر عظيم عند الله، مشيرة إلى أن هذا العمل يمكن أن يكون بطرق متعددة، سواء بإعداد الطعام وتوزيعه، أو بالمساهمة في موائد الرحمن، أو حتى بالتبرع للمؤسسات الخيرية التي تنظم موائد الإفطار، كما شددت على أهمية الإخلاص في هذا العمل، وأن يكون الهدف منه التقرب إلى الله ونيل مرضاته، بعيدًا عن الرياء أو التفاخر.
وختمت دار الإفتاء بقول النبي ﷺ: “إن في الجنة غُرفًا يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام” (رواه الترمذي)، مؤكدة أن إفطار الصائمين من الأعمال التي توصل صاحبها إلى هذه المنازل الرفيعة في الجنة.