الجيش الإسرائيلي يخطط لاحتلال شامل لمدينة غزة بـ«ربع مليون جندي»

أعلن المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينت" رسمياً عن نية الجيش الإسرائيلي احتلال مدينة غزة، التي لم تُحتل بعد من القطاع المحاصر، حيث يخطط لنشر ربع مليون جندي في عملية عسكرية ضخمة.
وبحسب تصريحات إعلامية إسرائيلية، من المتوقع أن تُرفع الخطة العملياتية للقيادة السياسية خلال أسبوعين، مع تركيز العملية على مدينة غزة والمخيمات الوسطى، وسط تحذيرات من صعوبات الحفاظ على سلامة الرهائن وتقليل الضرر على الموقف الدولي لإسرائيل.
الخطة الإسرائيلية
وتتضمن الخطة الإسرائيلية تعبئة ما يصل إلى 250 ألف جندي احتياطي، وهو عدد غير مسبوق، مع فرض تطويق كامل على مدينة غزة لقطع طرق الإمداد والعزل التام للقوات المسلحة التابعة لحركة حماس. في الوقت نفسه، ستُنشأ مناطق إنسانية محمية ومساحات لتوزيع المساعدات تحت رقابة إسرائيلية، مع خطة لإجلاء مدنيين بشكل منسق إلى الجنوب لتقليل الخسائر بين السكان المدنيين.
إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن المرحلة القادمة من العملية الحاسمة تركز على السيطرة على مدينة غزة، التي تمثل مركز قيادة حماس والبنية التحتية لحركتها المسلحة، بهدف إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن.
كما طلب من الجيش تسريع الجدول الزمني للسيطرة على آخر المعاقل في القطاع، مستهدفاً استكمال العملية بحلول أكتوبر، في سياق ترتيبات سياسية محتملة تشمل مفاوضات لصفقة تبادل أسرى.
اتصال نتنياهو وترامب وصفقة الأسرى
في خطوة مثيرة، كشف مكتب نتنياهو عن اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث جرى بحث الخطط الإسرائيلية لاحتلال غزة وإنهاء الحرب، إضافة إلى التحضير لمفاوضات تبادل أسرى شاملة. من جهته، منح نتنياهو الضوء الأخضر للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لبدء مفاوضات مع وسطاء في قطر ومصر.
في المقابل، أصدرت "هيئة عائلات المخطوفين" بياناً حاد اللهجة تنتقد فيه قرار نتنياهو تفويض المفاوضات للجانب الأمريكي، مؤكدة أن الحكومة الإسرائيلية وحدها مسؤولة عن حياة المخطوفين ويجب أن تقود المفاوضات بنفسها. ودعت الهيئة رئيس الوزراء إلى استعادة جميع الأسرى، أحياء أو أموات، ضمن صفقة شاملة وفورية.
وتُظهر هذه التطورات أن إسرائيل تمضي قدماً في خطتها العسكرية للسيطرة الكاملة على مدينة غزة، مع توتر سياسي ودبلوماسي متزايد على الساحة الدولية. في الوقت ذاته، تبقى معاناة المدنيين والمخاوف من تصعيد إنساني مدمّر في صدارة المشهد، وسط جدل متصاعد حول إدارة ملف الأسرى والرهائن وتأثيره على مجريات الحرب.