ميشال الشماعي يجيب: هل تتهيأ إسرائيل وإيران لحرب شاملة؟|خاص

في ظل جهود القوى الدولية الداعية إلى التهدئة، يبقى الخطر قائمًا، خاصة مع احتمالية فتح جبهات جديدة أو تصعيد ردود الأفعال العسكرية بشكل غير متوقع. وفي هذا السياق، ترى إسرائيل أن تحقيق الانتصار هو الهدف الأسمى، سواء كان ذلك داخليًا أو خارجيًا.
وقال الدكتور ميشال الشماعي المحلل السياسي في تصريح لـ« نيوز رووم»، أن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، إلى جانب عزيمة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على احتلال مدينة غزة، مع رفض دولي واسع باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية، يدفع تل أبيب نحو خيارات عسكرية أكثر توسعًا.
ويضيف الشماعي: "أي عملية خارجية، سواء على الجبهة الشمالية مع حزب الله أو على الجبهة الأبعد مع إيران، ستعزز من قوة نتنياهو وسيطرته على المشهد الجيوسياسي، انطلاقًا من الطابع الجيوعسكري للحرب في المنطقة. وإيران، في هذا الصراع، تلعب دور المتلقي لا الفاعل".

الاستنفار الإيراني
يشير المحلل السياسي إلى تقارير صحيفة «فايننشال تايمز» الأمريكية التي تؤكد أن إيران عملت على تعزيز أنظمة الدفاع الجوي حول منشآتها الحساسة، مثل نطنز وفوردو، عبر نشر صواريخ متطورة كـ Bavar-373 وKhordad-15، استعدادًا لاحتمال هجمات إسرائيلية أو أمريكية.
ويشدد الشماعي على أن طهران تدرك تمامًا أن أي ضربة ستلقي بظلال خطيرة على أمنها القومي ونظامها الحاكم، لا سيما في ظل رفض شعبي داخلي متزايد للسياسات الخارجية الإيرانية. مشيراً، إلى تشكيل "مجلس دفاع وطني أعلى" موحد لتنسيق الجهود الدفاعية، لكنه يعتقد أن إيران لن تخوض خطوة هجومية في الوقت الراهن بسبب ضعفها العسكري غير المسبوق بعد ضربات عملية "الأسد الصاعد".

المناورات الجوية الإسرائيلية
وتحدث الدكتور الشماعي عن المناورات الجوية الكبرى التي نفذتها إسرائيل في أبريل2025، تحت اسم "العربة الحمراء"، بمشاركة 54 مقاتلة من طراز F-35I، متدربة على ضربات عميقة داخل إيران، مع عمليات تزود جوي فوق قبرص والأردن. ويصف هذه الاستعدادات بأنها "ليست مجرد مناورة للضغط السياسي أو التفاوض، بل استعداد جدي لهجوم استراتيجي محتمل، خاصة مع استمرار التوترات مع حزب الله وملف النووي الإيراني".
كما استذكر العملية الإسرائيلية في يونيو "Rising Lion- الأسد الصاعد" التي استهدفت المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، مؤكداً أن الضربات أسقطت إيران إلى الخلف، مما يجعلها "الرجل المريض" في المنطقة.
مواجهة محتملة
يشير المحلل إلى أن الرد الإيراني المتوقع قد يتمثل في صواريخ وطائرات بدون طيار، وهو مؤشر على إمكانية تصعيد عسكري حقيقي، قد يتحول إلى صراع شامل في ظل تصاعد التوترات.
ويؤكد الدكتور الشماعي أن هذه الاستعدادات من الجانبين تمثل "مرحلة تحضير مهيأة لحرب طارئة"، مشيرًا إلى أن "آلة الحرب تتفوق اليوم على إنسانية الإنسان وحقه في الحياة، في وقت باتنا بأمس الحاجة لإعادة إحياء مفاهيم الأنسنة وسط هذا الصراع".
وختم الدكتور ميشال تصريحه، بأنه بين الاستعدادات الإسرائيلية الهجومية والتعبئة الإيرانية الدفاعية، تبقى المنطقة على صفيح ساخن. ومع تحرك القوى الدولية نحو التهدئة، فإن خطر انزلاق الصراع إلى مواجهة شاملة لا يزال يلوح في الأفق، خاصة إذا ما تم فتح جبهات جديدة أو تصعيد الردود العسكرية بشكل غير محسوب.