الجيش الإسرائيلي يستعد للتوغل الكامل في غزة وسط انتقادات داخلية وتحذيرات دولية

كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش يحتاج أسبوعًا إضافيًا على الأقل لوضع اللمسات الأخيرة على خطته لغزو مدينة غزة بالكامل، وفق ما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وأكد المسؤولون العسكريون أن هذا التريث يهدف إلى تحديد عدد القوات المطلوبة ومدة بقائها في الميدان، مع الإشارة إلى أن الخطوط العريضة للهجوم لم تُستكمل بعد. وفور الانتهاء من وضع الخطط، سيتضح حجم القوة اللازمة وطبيعة العمليات على الأرض، بحسب المصادر.
استدعاء الاحتياط
من المتوقع أن يتم استدعاء قوات الاحتياط في جميع الأحوال، إما للمشاركة المباشرة في الهجوم على غزة، أو لتبديل القوات النظامية في جبهات أخرى. ومنذ هجوم 7 أكتوبر 2023، استدعت إسرائيل ما يقارب 287 ألف جندي احتياط، ما يجعلها واحدة من أضخم عمليات التعبئة في تاريخها العسكري.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن الجيش لا يزال يدرس خيارات تنفيذ خطته: هل يكون الهجوم شاملاً دفعة واحدة؟ أم يتم التوغل على مراحل تدريجية؟ وتشير التقديرات إلى أن الجيش سيدفع بكامل قواته النظامية إلى قطاع غزة، بينما سيتم تكليف الاحتياط بحماية الجبهات الأخرى، خاصة الحدود مع لبنان والضفة الغربية.
خطة الاحتلال
وقد صادق المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) الجمعة على خطة تبدأ بـ:
- احتلال مدينة غزة شمال القطاع.
- تهجير نحو مليون مدني فلسطيني نحو الجنوب.
- تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل داخل الأحياء السكنية.
وسيتبع ذلك، وفق الخطة، مرحلة ثانية تتضمن السيطرة على مخيمات اللاجئين وسط القطاع، التي كانت هدفًا مستمرًا للقصف الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية.
وفي الداخل الإسرائيلي، اتهمت المعارضة وعائلات الأسرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه يسعى لإطالة أمد الحرب حفاظًا على منصبه السياسي. أما دوليًا، فقد أعربت الأمم المتحدة وعدد من القادة الأوروبيين والعرب عن خشيتهم من تفاقم الكارثة الإنسانية في حال تنفيذ خطة الاحتلال.
وقالت مصادر دبلوماسية إن "الخطة الإسرائيلية ستزيد من معاناة المدنيين، وتدفع الأوضاع في غزة إلى مستويات غير مسبوقة من الانهيار". وفي ظل غياب رؤية سياسية واقعية، تبدو خطة الاحتلال الشامل مغامرة عسكرية محفوفة بالمخاطر، قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد، وتدفع مليون فلسطيني آخر نحو المجهول.