هل يجوز الزواج عبر الهاتف؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي

في حلقة جديدة من برنامج "فتاوى الناس" الذي يُعرض على قناة "الناس"، قدم الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، توضيحًا مهمًا بشأن مسألة أثارت تساؤلات كثيرة بين الشباب، خاصة في ظل تطور وسائل الاتصال الحديثة.
جاء ذلك ردًا على سؤال من المواطن حذيفة حسن من محافظة السويس، الذي استفسر قائلًا: "هل يجوز أن يتم عقد الزواج عبر الهاتف؟"، في إشارة إلى المواقف التي قد تحدث بين شاب وفتاة يتبادلان عبارات نية الزواج أو حتى الإيجاب والقبول عبر المكالمات الهاتفية.
الزواج له أركان لا غنى عنها
أكد الدكتور علي فخر أن الزواج في الشريعة الإسلامية له أركان واضحة وشروط صارمة لا يمكن التغاضي عنها، موضحًا أن هذه الأركان تشمل:
حضور طرفي العقد (الزوج والزوجة أو من ينوب عنهما).
وجود ولي للزوجة.
صيغة الإيجاب والقبول الصريحة.
حضور شاهدين عدلين.
وجود المهر، حتى وإن كان بسيطًا، فهو حق أصيل للزوجة.
عبارات القبول عبر الهاتف لا تكفي
وأوضح أمين الفتوى أن ما يفعله بعض الشباب اليوم، من تبادل عبارات مثل: "تتجوزيني؟" و"أيوة أتجوزك"، لا يُعد زواجًا شرعيًا بأي حال، حتى وإن نُطقت بنية جادة. وأضاف أن مثل هذه العبارات، دون استيفاء باقي الأركان، لا تُنشئ عقدًا صحيحًا ولا يُرتب عليه أي حقوق شرعية.
دعوة للعودة إلى الأصول الشرعية
في ختام حديثه، شدد الدكتور فخر على ضرورة عدم الاستهانة بعقود الزواج، لأنها ليست مجرد اتفاق عاطفي، بل رابطة مقدسة تبنى عليها حياة ومسؤوليات وأبناء ، كما دعا الشباب إلى الحرص على تطبيق ما أقرته الشريعة من ضوابط، وعدم الانسياق وراء التصرفات العشوائية التي قد تُحدث فوضى مجتمعية.
رسالة توعية عبر شاشة التلفزيون
بهذا التوضيح، تقدم دار الإفتاء نموذجًا مهمًا للتواصل الفعّال مع الجمهور، وتجيب على الأسئلة التي تُطرح من قلب الشارع المصري، لتعيد تصحيح المفاهيم المغلوطة وتضع الأمور في نصابها الصحيح، في ظل واقع يتغير بسرعة.
وفي وقت سابق ، ظل تصاعد الشكاوى الأسرية الناتجة عن الخلافات الزوجية، حسم الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الجدل حول سؤال حساس ورد إلى الدار، مفاده: "هل تأثم الزوجة إذا امتنعت عن زوجها بسبب سوء معاملته لها؟"، خاصة في حالات الإساءة اللفظية والنفسية المستمرة.