العربي للدراسات: خطة احتلال غزة مكلفة وخطيرة.. وقرار نتنياهو يفتقد التقدير

قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، إن الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل تدريبات عسكرية، في خطوة تعكس الاستعداد العملي لتنفيذ خطة إعادة احتلال قطاع غزة.
احتلال قطاع غزة
وأوضح إسماعيل، في مداخلة عبر تقنية "زووم" على شاشة إكسترا نيوز، أن هذه التدريبات تُمثل تمهيدًا لخطة تدريجية قد تستغرق من شهرين إلى ثلاثة أشهر، مؤكدًا أن دخول الجيش الإسرائيلي بريًا إلى كامل مساحة القطاع ليس مهمة سهلة، سواء على المستوى العسكري أو اللوجستي.
وأشار إلى أن تكلفة الاحتلال الإسرائيلي لغزة باهظة للغاية، مبينًا أن التكلفة الاقتصادية اليومية قد تصل إلى 100 مليون دولار، تشمل تأمين ما بين 40 إلى 50 ألف جندي إسرائيلي، إضافة إلى العتاد والمؤن واللوجستيات، كما نوه إلى أن الاحتلال سيتحمل كذلك فاتورة عسكرية ضخمة، لا سيما في ظل الخسائر السابقة التي تكبّدها الجيش الإسرائيلي، رغم اقتصار المعارك سابقًا على سلاح الجو والضربات عن بعد.
السيناريو القائم قد يُعيد مشهد ما بعد انتفاضة الأقصى عام 2000
ونوه مدير المركز العربي إلى أن السيناريو القائم قد يُعيد مشهد ما بعد انتفاضة الأقصى عام 2000، عندما اضطرت إسرائيل للانسحاب من قطاع غزة في عام 2006 بعد سنوات من الخسائر المتواصلة، تاركة السيطرة لحركة حماس.
كما أوضح إسماعيل أن هناك تكلفة سياسية متزايدة على إسرائيل نتيجة خطة الاحتلال، في ظل الرفض الدولي المتصاعد، مشيرًا إلى إعلان تسع دول أوروبية كبرى رفضها القاطع لإعادة احتلال القطاع، فضلًا عن التظاهرات داخل إسرائيل التي تطالب بحل الحكومة.
أربعة أطراف بإمكانها التأثير على قرارات بنيامين نتنياهو
وفي هذا السياق، أشار إلى أن هناك أربعة أطراف بإمكانها التأثير على قرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهم: بتسلئيل سموتريتش، إيتمار بن غفير، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى الضغط الشعبي والنخبوي داخل إسرائيل والمجتمع الدولي. وأوضح أن بن غفير صرّح علنًا بأنه يريد "تطهير القطاع من سكانه الفلسطينيين"، في دعوة صريحة لإبادة جماعية.
ونوه إسماعيل إلى أن غياب موقف أمريكي واضح منذ بداية عام 2025، مع وجود تصريحات متضاربة من إدارة ترامب، يزيد من تعقيد المشهد، ويضع علامات استفهام حول جدية واشنطن في كبح هذا المخطط الإسرائيلي.
وفي رده على سؤال حول أهداف الاحتلال الإسرائيلي من هذه الخطة، خصوصًا ما يتعلق بنزع سلاح حماس واستعادة المحتجزين، أشار إسماعيل إلى أن إسرائيل فشلت طوال عامين من القصف المتواصل على غزة في تحديد مواقع الأسرى، رغم استخدامها كافة أنواع الأسلحة الأمريكية، مما يُضعف حجة استمرار العملية العسكرية.