«إنها مصر يا سادة».. سجال إعلامي حول موقف القاهرة من الأزمة الفلسطينية
شهد أحد البرامج الحوارية مؤخرًا مواجهة فكرية بين الكاتب الصحفي أسامة الدليل والمحلل السياسي الجزائري محمد بن خروف، تناولت موقف مصر من تطورات الأزمة الفلسطينية الراهنة، خصوصًا ما يتعلق بحدودها مع قطاع غزة ودورها في إدارة الملفين الإنساني والسياسي.
في البداية، أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أسامة الدليل في مداخلته أن السيادة المصرية "خط أحمر" لا يمكن المساس به، مشددًا على أن القاهرة تتعامل مع القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، انطلاقًا من اعتبارات الأمن القومي والمواقف التاريخية الثابتة التي تميز سياستها الخارجية.
رفض تهجير الفلسطينيين
من جانبه، أوضح المحلل السياسي الجزائري بن خروف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رفض بشكل قاطع جميع المقترحات التي طرحت لتهجير الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، معتبرًا أن هذا الموقف يمثل حماية جوهرية للقضية الفلسطينية من محاولات تصفيتها. وفي الوقت نفسه، شدد على ضرورة الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون أي تأخير، للتخفيف من معاناة المدنيين في ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي يمر بها القطاع.
من ناحيته، رد الكاتب الصحفي أسامة الدليل على حديث بن خروف قائلاً: "اسمه الرئيس السيسي، رئيس أكبر دولة عربية"، في إشارة واضحة إلى الرمزية الإقليمية والدور القيادي الذي تضطلع به القاهرة في ملفات المنطقة، مبينًا أن هذا الدور لا ينبع فقط من الجغرافيا والتاريخ، وإنما من مواقف سياسية راسخة وسياسات دبلوماسية متوازنة تراعي مصالح الشعوب واستقرار المنطقة.
كشف الحقائق حول طبيعة الجوار
وفي سياق حديثه عن التطورات على الحدود المصرية مع قطاع غزة، قال أسامة الدليل إن المنطقة تعيش في "غابة من الأكاذيب والخداع"، بما في ذلك خداع الذات، مشددًا على ضرورة وضع الحقائق أمام الرأي العام بشأن طبيعة العلاقة بين مصر وغزة، وإدارة المعابر، والتحديات الأمنية المعقدة التي تواجهها الدولة المصرية على حدودها الشرقية.
كما أشار أسامة الدليل إلى أن الوقت قد حان لكشف الصورة الكاملة للرأي العام، مؤكدًا أن هناك حملات تضليل ممنهجة تستهدف تشويه صورة الموقف المصري في القضية الفلسطينية، موضحًا أن القاهرة تتحرك وفق أولويات واضحة، توازن بين الحفاظ على الأمن القومي المصري ودعم الحقوق الفلسطينية المشروعة، وهو ما يجعل دورها في الأزمة الراهنة محوريًا وضروريًا في آن واحد.
الأمن القومي والدعم الإنساني
واختتم أسامة الدليل تصريحاته بالتأكيد على أن الموقف المصري يجمع بين الاعتبارات الأمنية الصارمة والمسؤولية الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن القاهرة ستظل داعمة للقضية الفلسطينية ورافضة لأي محاولات للمساس بحقوق شعبها أو تغيير واقعها الجغرافي والسياسي.
كما دعا أسامة الدليل إلى مواصلة الجهود العربية والدولية لضمان وصول المساعدات، والحفاظ على الثوابت الوطنية التي لا يمكن التنازل عنها تحت أي ظرف.
