عالم أزهري يكشف حقيقة ارتباط رمسيس بفرعون وحكم إسقاط الآيات على الآثار

أكد الدكتور عبد رب الرسول، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، أن الجدل حول هوية فرعون موسى وربطه بالملك رمسيس الثاني، لا يستند إلى أدلة قاطعة، مشيرًا إلى أن النصوص القرآنية تناولت قصة فرعون موسى في مواضع متعددة، دون أن تحدد اسمه بشكل صريح.
لا يوجد دليل على ذكر هوية فرعون في القرآن
وأوضح الأستاذ بجامعة الأزهر في تصريحات خاصة لـ"نيوز روم"، أن القرآن الكريم كرر قصة فرعون “موسى” في العديد من السور، سواء الطويلة منها أو القصيرة، لافتًا إلى أن بعض المفسرين أشاروا إلى أن القرآن يكاد يكون كتابًا عن موسى وفرعون لكثرة تكرار القصة.
وأضاف أن القرآن وصف فرعون بالجبروت والطغيان، كما في قوله تعالى: "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا" (القصص: 4)، إلى جانب ذكر ما حدث له ولجنوده في قوله تعالى: "إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ" (القصص)
كما أشار إلى أن نهاية فرعون وردت في عدة مواضع قرآنية، حيث قال الله تعالى: "فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى" (النازعات: 25)، وذلك بعد أن ادعى الألوهية وقال: "أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى" (النازعات: 24)، كما أكد القرآن أن فرعون استخف قومه فأطاعوه، كما ورد في قوله تعالى: "فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ" (الزخرف: 54). مشدداً على أن ربط اسم فرعون "موسى" برمسيس الثاني هو مجرد اجتهاد شخصي، لا تدعمه أدلة أثرية أو تاريخية مؤكدة، بل هو مجرد فرضية لم يتم إثباتها علميًا.
وفيما يتعلق بزيارة الآثار وإسقاط بعض الآيات القرآنية عليها، أوضح الدكتور عبد رب الرسول أن هذه الممارسات قد تنطوي على توجيه غير دقيق للنصوص الدينية، مؤكدا أن الآثار الفرعونية شاهدًا على عظمة الحضارة القديمة، مستدلا على ذلك بقول الله تعالى: "لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ" (الفجر: 8)، مشيرًا إلى أن الحضارة المصرية القديمة أسست لنظام مدني متقدم، وليس بالضرورة أن يكون كل ملوكها قد ادعوا الألوهية، كما يروج البعض.
الآثار المصرية مقصد سياحي وحضاري
وأكد أستاذ جامعة الأزهر أن المعالم الأثرية الفرعونية تُعد أحد أهم المقاصد السياحية، موضحًا أن الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية يلعبان دورًا مهمًا في تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الحضارة المصرية القديمة، وتوجيه الناس إلى فهمها في سياقها الصحيح، بعيدًا عن التفسيرات الدينية غير الدقيقة.
وشدد الدكتور عبد رب الرسول على ضرورة احترام التاريخ وترك أمر من سبقوا لله عز وجل، دون أن يتم منع الناس من زيارة الآثار أو مصادرتهم فكريًا.