استشارية أسرية: العدل في التربية مفتاح الصحة النفسية للأبناء (فيديو)

أكدت الاستشارية النفسية الدكتورة سمر كشك أن تحقيق العدل والمساواة في معاملة الأبناء يعد ركيزة أساسية لتنشئة جيل يتمتع بصحة نفسية سليمة، محذرةً من أن بعض التصرفات غير المقصودة من الآباء، مثل التفضيل غير الواعي أو النقد المتكرر، قد تترك آثارًا نفسية طويلة الأمد تؤثر سلبًا على شخصية الأبناء وسلوكهم في المستقبل.
الاهتمام الزائد
وخلال حديثها في برنامج "طمن قلبك" المذاع على قناة "الناس"، أوضحت كشك أن تمييز أحد الأبناء عن الآخرين، سواء من خلال الاهتمام الزائد أو الثناء المستمر، قد يؤدي إلى نشوء مشاعر الغيرة والظلم بين الإخوة، مما قد يتسبب في خلق فجوة نفسية بينهم تستمر حتى مرحلة البلوغ.
وأشارت إلى أن بعض الأبناء الذين يشعرون بالتهميش أو الإهمال مقارنة بإخوتهم، قد يحملون في داخلهم مشاعر استياء تجاه الوالدين، وهو ما ينعكس لاحقًا على علاقاتهم الشخصية والاجتماعية، وحتى على أسلوبهم في تربية أبنائهم مستقبلاً.
التأثير النفسي للنقد
كما شددت الاستشارية النفسية على خطورة النقد المستمر سواء داخل المنزل أو أمام الآخرين، موضحةً أن توجيه اللوم المتكرر للطفل أو مقارنته بإخوته أو أقرانه، قد يؤدي إلى تراجع ثقته بنفسه، وشعوره بعدم التقدير، مما يجعله أكثر عرضة للاضطرابات النفسية مثل القلق والتوتر، وربما يدفعه إلى الانعزال أو تبني سلوكيات عدوانية.
وأضافت أن استخدام الأبناء كمادة للحديث في التجمعات العائلية عبر السخرية من تصرفاتهم أو أخطائهم، قد يسبب لهم إحراجًا شديدًا، ويترك آثارًا نفسية سلبية قد تستمر معهم لفترات طويلة، مما يؤثر على تكوين شخصياتهم ويضعف قدرتهم على مواجهة التحديات بثقة.

المساواة في الحب
وفي سياق متصل، أكدت كشك على أهمية تحقيق التوازن في معاملة الأبناء وإظهار الحب والرعاية لهم جميعًا دون تفرقة، حتى في الحالات التي تستدعي اهتمامًا خاصًا بأحد الأبناء بسبب ظروف صحية أو تعليمية.
وشددت على ضرورة توضيح هذا الأمر للإخوة الآخرين، لضمان عدم شعورهم بالتمييز، مما يسهم في بناء بيئة أسرية مستقرة يسودها التفاهم والتقبل المتبادل.
وأكدت على أن التربية السليمة لا تقتصر فقط على تلبية الاحتياجات المادية للأبناء، بل تشمل أيضًا الاهتمام بجوانبهم العاطفية والنفسية، من خلال إشعارهم بالحب غير المشروط، واحترام مشاعرهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، مما يساعدهم على النمو بشكل صحي، ويؤهلهم ليكونوا أفرادًا متزنين وقادرين على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين.