عاجل

احتلال غزة الكامل.. فخ أمني واقتصادي يعمق عزلة إسرائيل ويستنزفها |خاص

الإعلامية الفلسطينية
الإعلامية الفلسطينية نجوى أقطيفان

قالت الإعلامية الفلسطينية نجوى أقطيفان، مسؤولة الإعلام في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع مصر، أن تنفيذ إسرائيل لاحتلال كامل لقطاع غزة سيدخلها في بيئة أمنية وإنسانية شديدة التعقيد، مشيرة إلى أن الواقع الحالي في غزة يعد الأسوأ منذ عقود، مع نزوح أكثر من 1.9 مليون فلسطيني، وفق تقديرات الأمم المتحدة، ودمار هائل طال البنية التحتية.

وأوضحت نجوى أقطيفان في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن أي توغل عسكري إضافي ضد حركة حماس سيتم وسط مناطق نزوح مكتظة بالمدنيين، وهو ما سيضاعف المخاطر الأمنية والسياسية على إسرائيل، ويرفع من حجم الضغط الدولي، كما سيزيد من احتمالات اندلاع موجات مقاومة شعبية مباشرة ضد الاحتلال، كما حدث سابقاً في الضفة الغربية وقبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1994.

وأضافت أن قيادات إسرائيلية سابقة كانت قد حذّرت صراحة من أن الاحتلال الكامل سيجعل الجنود الإسرائيليين عرضة لهجمات يومية، بينما ستكون أي عملية أمنية مرتبطة بثمن إنساني باهظ يدفعه المدنيون قبل أي طرف آخر.

تكلفة اقتصادية باهظة وسط عزلة سياسية متصاعدة

وفي ما يخص التكلفة الاقتصادية المترتبة على هذا الاحتلال، أكدت أقطيفان أن إسرائيل لا تواجه فقط عبئاً سياسياً متفاقماً، بل ستكون أمام استنزاف اقتصادي طويل الأمد، مضيفة: "نحن نتحدث عن حرب كلّفت حتى الآن ما بين 170 و300 مليار شيكل خلال أقل من عامين، وخطة الاحتلال الشامل للقطاع ستعني إنفاقاً إضافياً لا يقل عن 35 مليار شيكل أي ما يقارب 10 مليارات دولار سنوياً، في وقت تتسع فيه العزلة السياسية وتتزايد مخاطر هروب الاستثمارات وتراجع النمو".

من سيدير غزة؟ مسؤولية قانونية وأزمة إدارة محتملة

وتطرّقت أقطيفان إلى مسألة إدارة الخدمات الأساسية في غزة ما بعد الاحتلال، مشيرة إلى أن القانون الدولي الإنساني يحمل الطرف المسيطر فعلياً مسؤولية حماية المدنيين وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والمياه والغذاء.

وأوضحت أن أي غياب لتصور إداري واضح سيبقي الوضع في دائرة الفوضى، أو تحت إدارة عسكرية مؤقتة، ما سيضاعف الأزمة. أما الحل الأكثر نجاعة وأماناً من الناحية الإنسانية، فيكمن في تمكين وكالات دولية محايدة مثل الأونروا ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من تولّي إدارة هذه الخدمات، تحت ضمانات أمنية واضحة".

وختمت الإعلامية الفلسطينية نجوى أقطيفان حديثها أن أي احتلال دائم أو إدارة مفروضة بالقوة ستؤدي إلى انفجار سياسي وإنساني واسع النطاق، سيدفع الجميع ثمنه وفي المقدمة المدنيون الفلسطينيون.

تم نسخ الرابط