خبير استراتيجي يكشف تداعيات احتلال إسرائيل لقطاع غزة بالكامل

قال اللواء أركان حرب إبراهيم عثمان، والخبير الاستراتيجي، إن المخطط الإسرائيلي باحتلال قطاع غزة بالكامل، الذي أقره المجلس الوزاري المصغر لحكومة الاحتلال أمس بناءً على مقترح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يمثل تحولاً سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا جديدًا في الموقف الإسرائيلي تجاه غزة.
السيناريو يعكس بداية صراع من نوع جديد داخل القطاع
وأشار خلال لقائه عبر قناة القاهرة الإخبارية إلى أن هذا السيناريو يعكس بداية صراع من نوع جديد داخل القطاع، واعتبره حربًا تستهدف المدنيين بشكل أكبر من استهدافها للفصائل المقاومة، مضيفًا أن الهدف المعلن هو السيطرة الميدانية الكاملة على قطاع غزة، يليها الاستيطان في أجزاء منه.
ونوه إلى أن هذا المخطط يعكس فشل التكتيكات العسكرية الإسرائيلية السابقة في تحقيق أهدافها، وأن الحرب وصلت إلى مرحلة نضج، حيث تكون الأطراف قد استنفدت وسائلها السابقة، وقد تبدأ فترة تدخلات دولية ومفاوضات متقطعة، وبالتالي فإن تطور الحرب يتجه إما نحو اتفاق سلام أو نحو تغيير جذري في الأساليب والتكتيكات.
هدف كل من حماس وإسرائيل
وأضاف بأن هناك حالة نضج من الطرفين، فالهدف الأساسي لحركة حماس هو استعادة القضية الفلسطينية وأراضيها، لكن الواقع يشير إلى انعكاسات سلبية على القضية ومحاولات لتصفية ملفها، بينما هدف الاحتلال الإسرائيلي يتمثل في استعادة المحتجزين والقضاء على حماس، وهو ما لم يتحقق بشكل كامل حتى الآن.
وأشار إلى أن الخطاب الجديد لإسرائيل حول السيطرة الكاملة على القطاع يعكس تحولا إلى نوع مختلف من الصراع، وهو "حرب المدن" التي تعتمد على تحركات داخل الشوارع والأنفاق بهدف الوصول إلى المحتجزين والقضاء على الفصائل.
وأوضح أن هذا المخطط سيشمل عدة مراحل تشمل حشد القوات، تحديد مواقعها، تقسيم القطاع إلى مناطق معزولة، احتلال هذه المناطق، مطالبة السكان بإخلائها، ثم ضرب وتدمير البنية التحتية، تليها عمليات قتالية صغيرة داخل الأنفاق، مؤكداً أن هذه العمليات ستؤدي إلى خسائر كبيرة في الطرفين.
ما يحدث اليوم في غزة هو امتداد لحرب إبادة تستهدف المدنيين
وفي وقت سابق، أكدت الدكتورة فارسين شاهين، وزيرة الخارجية الفلسطينية أن القرار الإسرائيلي باحتلال قطاع غزة بالكامل يعكس النوايا الحقيقية لدولة الاحتلال، ويترجم بشكل مباشر سياساتها التوسعية والإحلالية التي تنتهجها منذ عام 1948.
وأوضحت شاهين في مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية أن هذه السياسات لم تكن وليدة اللحظة، بل سبق أن تم تنفيذها في محطات مختلفة مثل عام 1956 و1970، مشيرة إلى أن ما يحدث اليوم في غزة هو امتداد لحرب إبادة تستهدف المدنيين بشكل مباشر، وبموافقة علنية من الحكومة الإسرائيلية والكابينيت الأمني.